كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 4)

قال: حدثنا سليمان بن كثير قال: حدثنا الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - المصلى فكبر وكبر الناس، ثم قرأ فجهر بالقراءة وأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه فقال: "سمع الله لمن حمده" ثم قام فقرأ فأطال القراءة، ثم ركع وأطال الركوع، ثم رفع رأسه، ثم سجد، ثم قام ففعل في الثانية مثل ذلك ثم قال: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة".
وروى النجاد بإسناده عن الحسن - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في كسوف الشمس ركعتين يقرأ في إحداهما بالنجم.
ولأنه إجماع الصحابة - رضي الله عنهم -: روى النجاد بإسناده عن حنش عن علي - رضي الله عنه -: أنه جهر بالقراءة.
وبإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أنه قرأ في صلاة الكسوف في الركعة الأولى بالبقرة وفي الركعة الأخرى بسورة آل عمران.
وبإسناده عن عامر قال: عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - وأنا شاهد في كسوف الشمس بالبقرة (¬1)؛ لأنها صلاة نفل من لها الجماعة، فسن لها الجهر، كصلاة التراويح، وصلاة الاستسقاء.
ولا يلزم عليه صلاة الجنازة أنه يسر فيها بالقراءة، نص عليه في
¬__________
(¬1) كذا في الأصل، والمراد: أنه قرأ بسورة البقرة في صلاة الكسوف.

الصفحة 111