كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 4)
رحمه الله في رواية حنبل: يصلي ويبدأ بصلاة قبل الخطبة، وهو قول الشافعي - رضي الله عنه -.
دليلنا أن الأخبار [في ذلك] (¬1) مختلفة، فروى النجاد بإسناده في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: صلى بنا ركعتين وخطبنا ودعا.
وروى أيضًا عن عامر بن ربيعة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استسقى فصلى قبل الخطبة.
وروى جابر - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استسقى فصلى قبل أن يستسقي.
وروى أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة ثم خطب وحول رداءه.
وهذه الأخبار تدل على التأخر.
وروى أيضًا النجاد بإسناده: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الاستسقاء خطب قبل الصلاة ثم قلب رداءه ثم دعا.
وروت عائشة رضي الله عنها قالت: شكي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قحط المطر، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقعد على المنبر ثم نزل فصلى.
ورُوي عن جابر، وأنس - رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يستسقي فبدأ بالخطبة ثم صلى ركعتين.
وهذه الأخبار تدل على التقديم، فدل من هذا أنه لا توقيت في
¬__________
(¬1) طمس في الأصل، وبها يستقيم المعنى.
الصفحة 125
365