كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 4)

دليلنا: ما روى أحمد - ذكره أبو بكر - قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن مالك يعني ابن أنس قال: حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: نعى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[النجاشي] في اليوم الذي مات فيه فخرج إلى المصلى فصف أصحابه خلفه فكبر عليه أربعًا.
روى أبو بكر بإسناده عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلغه موت النجاشي، فقال: صلوا على أخ لكم مات بغير بلدكم، قال: فصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصفنا صفوفًا، قال جابر: وكنت في الصف الثاني أو الثالث، وكان اسم النجاشي أصحمة.
وروى أحمد بإسناده عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أخاكم النجاشي قد مات، قال: فصفنا خلفه، وإني لفي الصف الثاني وصلى عليه، ذكره أبو بكر الخلال في العلل.
فإن قيل: النجاشي مات بأرض الكفر ولم هناك من يصلي عليه، فلهذا جاز للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي عليه، وهذا معدوم فيما اختلفنا فيه.
قيل له: هذا لا يصح؛ لأنه لو في بادية أو غرق في البحر وعلم أن أحدًا لم يصل عليه لم يجز أن يصلي عليه بالنية، فلا معنى لقولك: إنه لم يكن بحضرته من يصلي، وعلى أن النجاشي كان كافرًا وأسلم وأظهر إسلامه، وآوى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونصرهم.
وروى أبو داود في كتابه عن أبي بردة - رضي الله عنه - قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ننطلق إلى أرض النجاشي، وذكر الحديث إلى أن قال: أشهد أنه

الصفحة 272