كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 4)

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} الآية
نزول الآية، ونسخها:
٧٦١٨ - عن عمر بن الخطاب -من طريق أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل- أنّه قال: اللَّهُمَّ، بَيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا؛ فإنّها تَذْهَبُ بالمال والعقل. فنزَلت: {يسألونك عن الخمر والميسر} التي في سورة البقرة. فدُعِيَ عمر، فَقُرِئَتْ عليه، فقال: اللَّهُمَّ، بَيِّن لنا في الخمرِ بيانًا شافيًا. فنزَلت الآيةُ التي في سورة النساء [٤٣]: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}. فكان مُنادِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أقام الصلاة نادى أن: لا يَقْرَبَنَّ الصلاةَ سَكْرانُ. فدُعِي عمر، فقُرِئَت عليه، فقال: اللَّهُمَّ، بَيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا. فنزلت الآية التي في المائدة [٩٠ - ٩١]، فدُعِي عمر، فقُرِئَت عليه، فلمّا بلَغَ: {فهل أنتم منتهون}. قال عمر: انتَهَيْنا انتَهَيْنا (¬١). (٢/ ٥٤٤)

٧٦١٩ - عن عائشة -من طريق مسروق- قالت: لَمّا نزلت سورة البقرة نَزَل فيها
---------------
(¬١) أخرجه أحمد ١/ ٤٤٢ - ٤٤٣ (٣٧٨)، وأبو داود ٥/ ٥١٤ (٣٦٧٠)، والترمذي ٥/ ٢٩٢ - ٢٩٤ (٣٣٠١، ٣٣٠٢)، والنسائي ٨/ ٢٨٦ (٥٥٤٠)، والحاكم ٢/ ٣٠٥ (٣١٠١)، ٤/ ١٥٩ (٧٢٢٣)، وابن جرير ٨/ ٦٥٧ - ٦٥٨، وابن المنذر ٢/ ٧١٨ (١٧٩٦)، وابن أبي حاتم ٢/ ٣٨٨ - ٣٨٩ (٢٠٤٤)، ٣/ ٩٥٨ (٥٣٥١)، ٤/ ١٢٠٠ (٦٧٦٩).
قال الترمذي في الموضع الأول: «وقد روي عن إسرائيل هذا الحديث مرسلًا». وقال في الموضع الثاني: «وهذا أصحُّ من حديث محمد بن يوسف». وقال الحاكم في الموضع الأول: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». وقال في الموضع الثاني: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال ابن كثير في مسند الفاروق ٢/ ٥٦٧: «وهكذا رواه علي بن المديني، عن عبيد الله بن موسى وإسحاق بن منصور، كلاهما عن إسرائيل به. وعن ابن مهدي، عن سفيان، عن أبي إسحاق به، وقال: هذا حديث كوفي صالح الإسناد». وقال الزَّيْلَعِيُّ في تخريج أحاديث الكشاف ١/ ١٣١ - ١٣٢: «غريب بهذا اللفظ، وذكره الثعلبي هكذا من غير سند». وقال ابن حجر في فتح الباري ٨/ ٢٧٩، والعيني في عمدة القاري ٢١/ ١٦٣: «صحّح هذا الحديث علي بن المديني».

الصفحة 5