كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 4)

يُخنَق مع الناس، يقوم يوم القيامة كأنه خُنِق، كأنه مجنون (¬١) [١٠٥٩]. (ز)


{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}
١١١٦٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله: {ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا، و} كذبوا على الله {وأحل الله البيع وحرم الربا}، {ومن عاد} فأكل الربا {فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} (¬٢). (٣/ ٣٦١)

١١١٦٧ - عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قوله: {ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا}: كان الرجل إذا حلَّ ما لَهُ على صاحبه؛ يقول المطلوبُ للطالب: زدني في الأجل، وأزيدك على مالك. فإذا فعل ذلك قيل لهم: هذا ربا. قالوا: سواء علينا إن زدنا في أول البيع أو عند مَحِلِّ المال فهما سواء. فأكذبهم الله فقال: {وأحل الله البيع وحرم الربا} (¬٣). (٣/ ٣٦٧)

١١١٦٨ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر الرازي- قال: نهى الله - عز وجل - عن الربا كأشد النهي، وتقدم فيه، فاتقوا الرِّبا والريبة. وكان يقول: الرِّبا من الكبائر (¬٤). (ز)

١١١٦٩ - قال مقاتل بن سليمان: {ذلك} الذي نزل بهم يوم القيامة {بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا} فأكذبهم الله - عز وجل -، فقال: {وأحل الله البيع وحرم الربا} فكان الرجل إذا حلَّ ما له، فطلبه، فيقول المطلوب: زدني في الأجل وأزيدك على مالك. فيفعلان ذلك، فإذا قيل لهم: إنّ هذا رِبًا. قالوا: سواء زدت في أول البيع أو في آخره عند مَحِلِّ المال فهما سواء. فذلك قوله سبحانه: {إنما البيع مثل الربا}، فقال الله - عز وجل -: {وأحل الله البيع وحرم الربا} (¬٥). (ز)
---------------
[١٠٥٩] ذكر ابنُ عطية (٢/ ٩٦) قول المفسرين: أن المرابي يبعث يوم القيامة كالمجنون عقوبة له وتمقيتًا، ثم بين أن هذا التأويل مجمع عليه، ثم قال: «ويقوي هذا التأويل المجمع عليه أنّ في قراءة عبد الله بن مسعود: (لا يَقُومُونَ يَوْمَ القِيامَةِ إلّا كَما يَقُومُ المَجْنُونُ)».
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ٥/ ٤١.
(¬٢) أخرجه أبو يعلى (٢٦٦٨).
(¬٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٢/ ٥٤٥.
(¬٤) أخرجه ابن أبي حاتم ٢/ ٥٤٥.
(¬٥) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ٢٢٦.

الصفحة 641