دعوته، ويُفَرِّج كربته في الدنيا والآخرة؛ فلْيُنظِرْ مُعْسِرًا، أو لِيَدَعْ له، ومَن سره أن يظله الله من فوْرِ جهنم (¬١) يوم القيامة ويجعله في ظلِّه فلا يكونن على المؤمنين غليظًا، وليكن بهم رحيمًا» (¬٢). (٣/ ٣٨٦)
١١٢٨٤ - عن أبي قتادة: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَن سرَّه أن ينجيه الله مِن كرب يوم القيامة فليُنَفِّسْ عن مُعْسِرٍ، أو يَضَعْ عنه» (¬٣). (٣/ ٣٨٧)
١١٢٨٥ - عن محمد بن كعب القرظي: أنّ أبا قتادة كان له دَيْنٌ على رجل، وكان يأتيه يتقاضاه، فيختبِئ منه، فجاء ذات يوم، فخرج صبيٌّ، فسأله عنه، فقال: نعم، هو في البيت يأكل خَزِيرَة. فناداه: يا فلان، اخرج، فقد أُخْبِرْتُ أنك هاهنا. فخرج إليه، فقال: ما يغيبك عنِّي؟ فقال: إنِّي مُعْسِر، وليس عندي. قال: آللهِ، إنّكَ مُعْسِرٌ؟ قال: نعم. فبكى أبو قتادة، ثم قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَن نفَّس عن غَريمه، أو مَحا عنه؛ كان في ظلِّ العرش يوم القيامة» (¬٤).
١١٢٨٦ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن أنظر مُعْسِرًا، أو وضَع له؛ أظلَّه الله يوم القيامة تحت ظلِّ عرشه يوم لا ظل إلا ظله» (¬٥). (٣/ ٣٨٧)
١١٢٨٧ - عن عثمان بن عفان: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أظلَّ الله عبدًا في ظلِّه يوم لا ظل إلا ظله؛ أنظَرَ مُعْسِرًا، أو ترك لغارِم (¬٦)» (¬٧). (٣/ ٣٨٧)
١١٢٨٨ - عن شداد بن أوس: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَن أنظر مُعْسِرًا، أو
---------------
(¬١) فَوْر جهنم: وهَجها وغليانها. لسان العرب (فور).
(¬٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٥/ ١٣٠ في ترجمة أبي عبد الله الصنابحي، والبيهقي في الشعب ١٣/ ٥٣٩ (١٠٧٤٧)، من طريق المهاجر بن غانم، عن الصنابحي، عن أبي بكر به.
إسناده ضعيف؛ المهاجر بن غانم مجهول، ترجمته في: لسان الميزان ٨/ ١٧٧ (٧٩٥٥).
(¬٣) أخرجه مسلم ٣/ ١١٩٦ (١٥٦٣).
(¬٤) أخرجه أحمد ٣٧/ ٢٥١ (٢٢٥٥٩) قطعة منه، ٣٧/ ٣٠٧ (٢٢٦٢٣)، والدارمي ٢/ ٣٤٠ (٢٥٨٩).
قال البغوي في شرح السنة ٨/ ١٩٩: «هذا حديث حسن».
(¬٥) أخرجه أحمد ١٤/ ٣٢٩ (٨٧١١)، والترمذي ٣/ ١٥٠ (١٣٥٤).
قال الترمذي: «حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه».
(¬٦) رجل غارم: عليه دين. لسان العرب (غرم).
(¬٧) أخرجه عبد الله بن أحمد في المسند ١/ ٥٤٨ (٥٣٢).
قال الهيثمي في المجمع ٤/ ١٣٣ (٦٦٦٥): «رواه عبد الله في المسند، وفيه عباس بن الفضل الأنصاري، ونسب إلى الكذب». وقال الألباني في الضعيفة ١١/ ١٢٤ (٥٠٧٧): «ضعيف جدًّا».