كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 4)

والميسر}، قالا: لَمّا نزلت هذه الآية شربها بعضُ الناس، وتركها بعضهم، حتى نزل تحريمُها في سورة المائدة (¬١). (ز)

٧٦٢٧ - عن عكرمة مولى ابن عباس =

٧٦٢٨ - والحسن البصري -من طريق يزيد النحوي- قالا: قال الله: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وأَنْتُمْ سُكارى حَتّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ} [النساء: ٤٣]، و {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبيرٌ ومنافعُ للناس وإثمهما أكبر من نفعهما}، فنسختها الآية التي في المائدة [٩٠]، فقال: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنَّما الخَمْرُ والمَيْسِرُ} الآية (¬٢). (ز)

٧٦٢٩ - عن عامر الشعبي -من طريق سِماك- قال: نزلت في الخمر أربعُ آيات: {يسألونك عن الخمر والميسر} الآية، فتركوها، ثم نزلت: {تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا} [النحل: ٦٧]، فشَرِبوها، ثم نزلت الآيتان في المائدة [٩١ - ٩٢]: {إنما الخمر والميسر} إلى قوله: {فهل أنتم منتهون} (¬٣). (٥/ ٤٦٦)

٧٦٣٠ - عن أبي القَمُوص زيد بن علي، قال: أنزل الله - عز وجل - في الخمر ثلاثَ مرات: فأول ما أنزل قال الله: {يسألونك عن الخمر والميسر قُل فيهما إثمٌ كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبرُ من نفعهما}. قال: فشربها من المسلمين مَن شاء الله منهم على ذلك، حتى شرب رجلان، فدخلا في الصلاة، فجعلا يَهْجُران (¬٤) كلامًا لا يدري عوفٌ ما هو؛ فأنزل الله - عز وجل - فيهما: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وأَنْتُمْ سُكارى حَتّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ} [النساء: ٤٣]. فشربها مَن شربها منهم، وجعلوا يَتَّقُونَها عند الصلاة، حتى شربها -فيما زعم أبو القَمُوص- رجلٌ، فجعل يَنُوح على قَتْلى بدر:
تُحَيِّي بِالسَّلامَةِ أُمُّ عمروٍ ... وهل لكِ بعد رَهْطِكِ مِن سَلامِ
ذَرِيني أصْطَبِحْ (¬٥) بِكْرًا (¬٦)، فَإنِّي ... رأيتُ الموت نَقَّب عن هِشامِ
ووَدَّ بنو المُغِيرَة لو فَدَوْه ... بِأَلْفٍ مِن رجال أو سَوامِ (¬٧)
---------------
(¬١) أخرجه عبد الرزاق ١/ ٨٨، وابن جرير ٣/ ٦٨٤.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ٣/ ٦٨٢.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ٣/ ٦٨٣.
(¬٤) هَجَرَ يَهْجُر هَجْرًا: إذا خَلَطَ في كلامه، وإذا هذى. لسان العرب (هجر).
(¬٥) أي: أشرب الصَّبُوح، وهو كل ما شُرب غُدْوَة، وهو خلاف الغّبُوق. لسان العرب (صبح).
(¬٦) البِكْر: هي الكَرْمُ الذي حمل أول حمله. لسان العرب (بكر).
(¬٧) السَّوام: هي الإبل الراعية، والسوام والسائمة بمعنى، وهو المال الراعي. لسان العرب (سوم).

الصفحة 8