أخذ المعتصم من داره لما نكبه ألف ألف دينار، وأخذ أثاثا وآنية بألف ألف دينار، وحبسه خمسة أشهر، ثم أطلقه وألزمه بيته، واستوزر أحمد بن عمار. ومن كلامه: لا تتعرض لعدوك وهو مقبل، فإن إقباله يعينه عليك، ولا تتعرض له وهو مدبر، فإن إدباره يكفيك أمره] (1) .
531 - (2)
الفضيل بن عياض
أبو علي الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي الطالقاني الأصل، الفنديني (3) ، الزاهد المشهور أحد رجال الطريقة، كان في أول أمره شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها سمع تالياً يتلو: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) ، فقال: يارب قد آن، فرجع، وآواه الليل إلى خربة فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: نرتحل، وقال بعضهم: حتى نصبح، فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا، فتاب الفضيل (4) وآمنهم.
وكان من كبار السادات، حدث سفيان بن عيينة قال: دعانا هارون الرشيد فدخلنا عليه، ودخل الفضيل آخرنا مقنعا رأسه بردائه، فقال لي:
__________
(1) ما بين معقفين انفردت به ر.
(2) ترجمته في طبقات السلمي: 6 - 14 وتذكرة الحفاظ: 245 وميزان الاعتدال 3: 361 وعبر الذهبي 1: 298 وصفة الصفوة 2: 134 وحلية الأولياء 8: 84 والجواهر المضية 1: 409 وتهذيب التهذيب 8: 294 والنجوم الزاهرة 2: 121، 143 والشذرات 1: 316.
(3) الفنديني: سقطت من س والمختار، واضطربت في سائر النسخ، ولم يرد لها ضبط في خاتمة الترجمة إلا في النسخة ر.
(4) ن س: فبات.