كتاب وفيات الأعيان (اسم الجزء: 4)
ربيع الأول سنة ستين ومائة بعد الألف " ومن الطريف أن يقول صانع هذه النسخة، وهو إبراهيم بن مصطفى، إن الدفتر المسمى وفيات الأعيان عزيز الوجود عزيز المقدار، لا يمكن توصيله إلا بتكثير من الدينار، وأنه لذلك يلخصه مع المحافظة على تبيان زمان الولادة والوفاة.
(2) المختار من وفيات الأعيان (طوبقبوسراي، رقم 2919 A.) وما تبقى منه هو الجزء الأول في 212 ورقة بترجمة ذي الرمة، وكان تاريخ الاختيار شهر المحرم عام 724 على يد محمد بن الحسن بن عقيل البلبيسي الناسخ بالقاهرة المعزية.
(3) مختصر ابن خلكان (أسعد أفندي، رقم: 2195) في 432 ورقة، والنسخة ناقصة من أولها، تبدأ ببقية من ترجمة المتنبي، وفي آخرها ((تم المختصر المبارك)) (دون تاريخ) .
ولكني لم أتوقف عند هذه المختصرات والمختارات عند التحقيق، لكثرة النسخ الكاملة وتوفرها، إلا اختيار واحد، صنعه موسى ولد المؤلف، ولذلك حصلت عليه وجعلته بمنزلة إحدى النسخ، إن لم أضعه فوق سائر النسخ من حيث القيمة.
المختار من وفيات الأعيان محفوظة بمكتبة وزارة شئون الهند India Offica بلندن (رقم: 705 Loth) ؛ وقد كتب على الورقة الأولى منه بخط غير خط الأصل: " كتاب مختار وفيات الأعيان لموسى بن قاضي القضاة أحمد بن خلكان المشهور، رحمه الله تعالى بمنه وكرمه آمين.... وهو الجزء الثاني ابتداء من حرف العين، ويختم به، تغمدهم الله برحمته الواسعة "؛ ثم تملكات ومطالعات، فالكتاب كان في ملك عبد الرحمن الحمو بالشراء الشرعي، وطالع فيه عثمان ابن الحافظ المغربي سنة 1172، ونظر فيه آخرون منهم عبد الرحمن العمادي سنة 1201. ويبدأ القسم المتبقي من هذه النسخة بترجمة أبي القاسم علي بن أفلح (الترجمة رقم 476 في الجزء الثالث) ويستمر الاختيار فيه حتى آخر الوفيات، ويقع في 333 ورقة، مسطرتها 53×19 وعدد الأسطر في كل صفحة 21 سطراً، ومعدل الكلمات في السطر الواحد 12 كلمة، والخط نسخي قليل الاعجام أميل
ليلته طالبا بلاد الموصل إلى الرقة في المحرم سنة ست وستين وخمسمائة وملكها، وسار منها إلى نصبين فملكها في بقية الشهر، وأخذ سنجار في شهر ربيع الآخر منها، ثم قصد الموصل وقصد أن لايقاتلها، فعبر بعسكره من مخاضة بلد - وهي سيف الدين المذكور وعرفه صحة قصده، فصالحه ودخل الموصل في ثالث عشر جمادى الأولى، وأقر صاحبها فيها وزوجه ابنته وأعطى أخاه عماد الدين زنكي - المذكور في ترجمة جده عماد الدين زنكي (1) - سنجار، وخرج من الموصل وعاد إلى الشام ودخل حلب في شعبان من السنة المذكورة، فلما مات نور الدين وملك صلاح الدين دمشق ونزل على حلب يحاصرها سير سيف الدين المذكور جيشا مقدمه أخوه عز الدين مسعود - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى - والتقوا عند قرون حماة، وسيأتي تفصيل ذلك هناك، فلما انكسر عز الدين مسعود تجهز سيف الدين بنفسه وخرج إلى لقائه وتصافا على تل السلطان، وهي قرية بين حلب حماة، وذلك في بكرة الخميس عاشر شوال سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، قال العماد الأصبهاني في " البرق الشامي " زابن شداد في " سيرة صلاح الدين " (2) : إنه انكسرت ميسرة صلاح الدين بمظفر الدين ابن زين الدين، فإنه كان في ميمنة سيف الدين ثم حمل صلاح الدين بنفسه، فانهزم جيش سيف الدين وعاد إلى حلب، ثم رحل إلى الموصل، ومظفر الدين المذكور هو صاحب إربل - وترجمته في حرف الكاف - وأقام غازي في المملكة عشر سنين وشهورا، وأصابه مرض مزمن (3) وتوفي يوم الأحد ثالث صفر سنة ست وسبعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى، وتولى بعده أخوه عز الدين مسعود - وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى - وكان مرضه السل، وطال به، وعاش مقدار ثلاثين سنة (4) .
__________
(1) وردت ترجمة عماد الدين زنكي الشهيد في ج 2: 327 وليس فيها ذكر لما أشار إليه المؤلف هنا؛ ولعماد الدين زنكي صاحب سنجار ترجمة مستقلة رقم: 246.
(2) سيرة صلاح الدين: 52.
(3) لي ل ن س بر: مرض السل.
(4) وكان مرضه.. سنة: سقط من لي ل ن س بر.
الصفحة 5
490