كتاب وفيات الأعيان (اسم الجزء: 4)
إلى التعليق، ولكنه في جملته واضح حسن الضبط، يقل فيه السهو والخطأ إلا أن الترقيم للأوراق ترقيم حديث، وقد ضاعت أوراق كثيرة من هذه النسخة في عدة مواطن متفرقة، رغم تسلسل الأرقام، كذلك فإن بعض الأوراق لم تقع في أماكنها الصحيحة.
ومن بداية النسخة حتى الورقة 150 ينتهي ما يعده صاحب المختار " المجلد الأول " ويبدأ " المجلد الثاني " وقد كتب على الورقة الأولى منه: " المجلد الثاني من المختار من وفيات الأعيان " وتحت هذا العنوان: " يقول الفقير إليه تعالى موسى بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان كاتب هذه التعليقة والمختار لطف الله به: أنني اعتمدت في اختيار هذا المجلد من الكتاب ... ما شرحته في أول المجلد الأول من هذا المختار، من غير إخلال بشيء في ذلك ... الخ " ولما كان أول المجلد الأول قد ضاع مع قسم كبير منه، فأنا لا نعرف ما هو المنهج الذي شرحه ابن المؤلف في اختياره.
وعلىالورقة 151 ب من المجلد الثاني كتب ابن المؤلف " بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً: نقلت مبتدئاً من أول الجزء الرابع من كتاب وفيات الأعيان تأليف سيدي والدي أحمد بن محمد ابن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان قدس الله ضريحه مقتضباً تذكرة لنفسي، ومبدأ النقل يوم الأحد ثاني شهر ذي الحجة سنة إحدى وسبعمائة بمدينة بعلبك المحروسة، كتبه ولد المؤلف، الفقير إليه تعالى موسى بن أحمد لطف الله به " ويستمر النقل من الجزء الرابع حتى الورقة 233 ب حيث جاء " هذا آخر ما نقلته من الجزء الرابع من كتاب وفيات الأعيان، ويتلوه ما أنقله من المجلد الخامس إن شاء الله تعالى وأوله ترجمة عون الدين ابن هبيرة ".
وهذا يدلنا على أن التجزئة النهائية التي اعتمدها المؤلف لكتابه جعلته في خمسة أجزاء نعرف منها بوضوح الجزءين الاخيرين وهما الرابع والخامس. فالرابع حسب تجزئة المؤلف يبتدي بترجمة أبي تميم معد الملقب المعز لدين الله الفاطمي وينتهي بترجمة يحيى بن خالد البرمكي، والخامس يبدأ بترجمة الوزير ابن هبيرة ويستمر حتى آخر الكتاب.
522 - (1)
الملك الظاهر صاحب حلب
أبو الفتح وأبو منصور غازي ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، الملقب الملك (2) الظاهر غياث الدين صاحب حلب، كان ملكا مهيبا حازما متيقظا كثير الاطلاع على أحوال رعيته وأخبار الملوك، عالي الهمة حسن التدبير والسياسة باسط العدل محبا للعلماء مجيزا للشعراء، أعطاه والده مملكة حلب في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة بعد أن كانت لعمه الملك العادل، فنزل عنها وتعوض غيرها، كما قد شهر.
ويحكى عن سرعة إدراكه أشياء حسنة: منها أنه جلس يوما لعرض العسكر، وديوان الجيش بين يديه، فكان كلما حضر واحد من الأجناد سأله الديوان عن اسمه لينزلوه (3) ، حتى حضر واحد فسألوه (4) فقبل الأرض، فلم يفطن أحد من أرباب الديوان لما أراد، فاودوا سؤاله، فقال الملك الظاهر: اسمه غازي، وكان كذلك، وتأدب الجندي أن يذكر اسمه لما كان موافقا لاسم السلطان، وعرف هو مقصوده، وله من هذا الجنس شيء كثير لا حاجة إلى التطويل فيه.
وكانت ولادته بالقاهرة في منتصف رمضان سنة ثمان وستين وخمسمائة، وهي السنة الثانية من استقلال أبيه بمملكة الديار المصرية. وتوفي بقلعة حلب، ليلة
__________
(1) أخباره في ذيل الروضتين: 94 ومرآة الزمان: 579 ومفرج الكروب 2: 178، 3: 237 وصفحات متفرقة من السلوك (ج: 1) ومن تاريخ ابن الأثير (ج: 12) والنجوم الزاهرة 6: 216 وعبر الذهبي 5: 46 والشذرات 5: 55.
(2) الملك: سقطت من س ر.
(3) ر: ليزكوه.
(4) ن: فسالوه عن اسمه.
الصفحة 6
490