كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور (اسم الجزء: 4)

وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر والنحاس فِي ناسخه وَأَبُو الشَّيْخ عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله {وَمن يولهم يَوْمئِذٍ دبره} قَالَ: إِنَّمَا كَانَت يَوْم بدر خَاصَّة لَيْسَ الْفِرَار من الزَّحْف من الْكَبَائِر
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله {وَمن يولهم يَوْمئِذٍ دبره} قَالَ: ذَاك فِي يَوْم بدر
وَأخرج عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف وَابْن أبي شيبَة وَابْن جرير عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَوْم بدر وَلم يكن للْمُسلمين فِئَة ينحازون إِلَيْهَا
وَأخرج عبد الرَّزَّاق عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ {وَمن يولهم يَوْمئِذٍ دبره} قَالَ: يرَوْنَ أَن ذَلِك فِي بدر أَلا ترى أَنه يَقُول {وَمن يولهم يَوْمئِذٍ دبره}
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن يزِيد بن أبي حبيب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أوجب الله تَعَالَى لمن فر يَوْم بدر النَّار
قَالَ: وَمن يولهم يَوْمئِذٍ دبره إِلَى قَوْله {فقد بَاء بغضب من الله} فَلَمَّا كَانَ يَوْم أحد بعد ذَلِك قَالَ (إِنَّمَا استزلهم الشَّيْطَان بِبَعْض مَا كسبوا وَلَقَد عَفا الله عَنْهُم) (آل عمرَان الْآيَة 155) ثمَّ كَانَ يَوْم حنين بعد ذَلِك بِسبع سِنِين فَقَالَ (ثمَّ وليتم مُدبرين) (التَّوْبَة الْآيَة 25)
(ثمَّ يَتُوب الله من بعد ذَلِك على من يَشَاء) (التَّوْبَة الْآيَة 27)
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن سعيد بن جُبَير رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله {وَمن يولهم يَوْمئِذٍ دبره} قَالَ: يَعْنِي يَوْم بدر خَاصَّة مُنْهَزِمًا {إِلَّا متحرفاً لقِتَال} يَعْنِي مستطرداً يُرِيد الكرة على الْمُشْركين {أَو متحيزاً إِلَى فِئَة} يَعْنِي أَو ينحاز إِلَى أَصْحَابه من غير هزيمَة {فقد بَاء بغضب من الله} يَقُول: اسْتوْجبَ سخطاً من الله {ومأواه جَهَنَّم وَبئسَ الْمصير} فَهَذَا يَوْم بدر خَاصَّة كَأَن الله شدد على الْمُسلمين يَوْمئِذٍ ليقطع دابر الْكَافرين وَهُوَ أول قتال قَاتل فِيهِ الْمُشْركين من أهل مَكَّة
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: المتحرف: الْمُتَقَدّم فِي أَصْحَابه إِنَّه يرى غرَّة من الْعَدو فيصيبها والمتحيز: الفار إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه وَكَذَلِكَ من فر الْيَوْم إِلَى أميره وَأَصْحَابه قَالَ:

الصفحة 37