كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور (اسم الجزء: 4)

وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله {وَمَا رميت إِذْ رميت} قَالَ: رماهم يَوْم بدر بالحصباء
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: مَا وَقع شَيْء من الْحَصْبَاء إِلَّا فِي عين رجل
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن زيد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله {وَمَا رميت إِذْ رميت وَلَكِن الله رمى} قَالَ: هَذَا يَوْم بدر أَخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاث حَصَيَات فَرمى بحصاة بَين أظهرهم فَقَالَ: شَاهَت الْوُجُوه فَانْهَزَمُوا
وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن محكول رَضِي الله عَنهُ قَالَ: لما كرَّ عَليّ وَحَمْزَة على شيبَة بن ربيعَة غضب الْمُشْركُونَ وَقَالُوا: اثْنَان بِوَاحِد فاشتعل الْقِتَال فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ إِنَّك أَمرتنِي بِالْقِتَالِ ووعدتني النَّصْر وَلَا خلف لوعدك وَأخذ قَبْضَة من حَصى فَرمى بهَا فِي وُجُوههم فَانْهَزَمُوا بِإِذن الله تَعَالَى فَذَلِك قَوْله {وَمَا رميت إِذْ رميت وَلَكِن الله رمى}
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه عَن حَكِيم بن حزَام رَضِي الله عَنهُ قَالَ لما كَانَ يَوْم بدر سمعنَا صَوتا وَقع من السَّمَاء إِلَى الأَرْض كَأَنَّهُ صَوت حَصَاة وَقعت فِي طست وَرمى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِتِلْكَ الْحَصْبَاء وَقَالَ: شَاهَت الْوُجُوه
فَانْهَزَمْنَا فَذَلِك قَول الله تَعَالَى {وَمَا رميت إِذْ رميت} الْآيَة
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه عَن جَابر رضى الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت صَوت حَصَيَات وقعن من السَّمَاء يَوْم بدر كأنهن وقعن فِي طست فَلَمَّا اصطف النَّاس أخذهن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرمى بِهن فِي وُجُوه الْمُشْركين فَانْهَزَمُوا فَذَلِك قَوْله {وَمَا رميت إِذْ رميت} قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعَلي رَضِي الله عَنهُ ناولني قَبْضَة من حَصْبَاء
فَنَاوَلَهُ فَرمى بهَا فِي وُجُوه الْقَوْم فَمَا بَقِي أحد من الْقَوْم إِلَّا امْتَلَأت عَيناهُ من الْحَصْبَاء فَنزلت هَذِه الْآيَة {وَمَا رميت إِذْ رميت} الْآيَة
وَأخرج ابْن جرير عَن مُحَمَّد بن قيس وَمُحَمّد بن كَعْب الْقرظِيّ رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَا: لما دنا الْقَوْم بَعضهم من بعض أَخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَبْضَة من تُرَاب فَرمى بهَا فِي وُجُوه الْقَوْم وَقَالَ: شَاهَت الْوُجُوه
فَدخلت فِي أَعينهم كلهم وَأَقْبل أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقْتُلُونَهُمْ وَكَانَت هزيمتهم فِي رمية رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأنْزل الله {وَمَا رميت إِذْ رميت وَلَكِن الله رمى} إِلَى قَوْله {سميع عليم}

الصفحة 40