كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (اسم الجزء: 4)

وهذا الاختلاف بين الروايات ليس من جابر رضي الله عنه، إنما من الرواة.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ((قوله: ((فَنَزَلَتْ: {يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ} هكذا وقع في رواية ابن جريج وقيل: إنه وهم في ذلك، وأن الصواب أن الآية التي نزلت في قصة جابر هذه الآية الأخيرة من النساء، وهي: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}؛ لأن جابرًا يومئذٍ لم يكن له ولد ولا والد، والكلالة: من لا ولد له ولا والد.
وقد أخرجه مسلم عن عمرو الناقد والنسائي عن محمد بن منصور كلاهما عن ابن عيينة عن ابن المنكدر، فقال- في هذا الحديث-: حتى نزلت عليه آية الميراث: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} ولمسلم- أيضًا- من طريق شعبة عن ابن المنكدر قال- في آخر هذا الحديث-: فنزلت آية الميراث، فقلت- لمحمد بن المنكدر-: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} قال: هكذا أنزلت، وقد تفطن البخاري بذلك، فترجم في أول الفرائض قوله: {يوصيكم الله في أولادكم} إلى قوله: {والله عليم حليم}، ثُمَّ ساق حديث جابر المذكور عن قتيبة عن ابن عيينة وفي آخره حتى نزلت آية الميراث، ولم يذكر ما زاده الناقد فأشعر بأن الزيادة عنده مدرجة من كلام بن عيينة)) (¬١).
---------------
(¬١) فتح الباري، لابن حجر (٨/ ٢٤٣).

الصفحة 446