كتاب فتاوى إسلامية (اسم الجزء: 4)

{حرمة القرآن الكريم}
س - نأمل من سماحتكم، توجيه النصيحة لنا ولإخواننا المسلمين عن مكانة القرآن الكريم؟
ج - القرآن كلام الله تعالى أنزله على عبده ورسوله محمد، - صلى الله عليه وسلم -، ليكون هدي ونورا للعالمين إلى يوم القيامة، وقد أكرم الله صدر هذه الأمة وغيره بحفظه في الصدور، والعمل به في جميع شؤون الحياة، والتحاكم إليه في القليل والكثير ولا يزال فضل الله سبحانه ينزل على بعض عباده، فيعطون القرآن حقه من التعظيم والتكريم حسناً ومعنى، ولكن هناك طوائف كبيرة وأعداداً عظيمة ممن ينتسب إلى الإسلام حرمت من القيام بحق القرآن العظيم وما جاء عن الرسول، - صلى الله عليه وسلم -، وأخشى أن ينطبق على كثير منهم قوله تعالى {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} إذا أصبح القرآن لدى كثير منهم مهجوراً، هجروا تلاوته وهجروا تدبره والعمل به فلا حول ولا قوة إلا بالله، ولقد غفل كثير منهم عما يجب من التعظيم والتكريم لكلام رب العالمين، ولقد عمت بلاد المسلمين المنشورات والصحف والمجلات وكثيرا ما تشتمل على آيات من القرآن الكريم في غلافها أو داخلها، ولكن قسما كبيرا من المسلمين حينما يقرأون تلك الصحف يلقونها فتجمع مع القمائم وتوطأ بالأقدام بل قد يستعملها بعضهم لأغراض أخرى حتى تصيبها النجاسات والقاذورات، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم {إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين} . والآيات دليل على أنه لا يجوز مس القرآن إلا إذا كان المسلم على طهارة كما هو رأي الجمهور من أهل العلم وفي حديث عمرو بن حزم الذي كتبه له رسول الله {أن لا يمس القرآن إلا طاهر} ويروى عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، قال {لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر} . وعن سعد أنه أمر ابنه بالوضوء لمس المصحف، فإذا كان هذه في مس القرآن العزيز فكيف بمن يضع الصحف التي تشمل على آيات من القرآن العزيز موائد لطعامه

الصفحة 7