كتاب مسند إسحاق بن راهويه - ت البلوشي (اسم الجزء: 4)
وَكَانُوا هُمْ بِهِمْ أَعْلى عَيْنًا ، فَارْدُدْهُمْ إِلَيْنَا لِنَرُدَّهُمْ عَلَى آبَائِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ ، فَقَالَتْ بَطَارِقَتُهُ : صَدَقُوا أَيُّهَا الْمَلِكُ ، فَارْدُدْهُمْ فَهُمْ أَعْلَمُ بِقَوْمِهِمْ ، فَغَضِبَ النَّجَاشِيُّ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ مَا أَفْعَلُ ، قَوْمٌ نَزَلُوا بِلاَدِي ، وَلَجَئُوا إِلَيَّ ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا فَاجْتَمَعَ الْمُسْلِمُونَ ، فَقَالُوا : مَا تَكَلَّمُونَ بِهِ الرَّجُلَ ، فَقَالُوا : نُكَلِّمُهُ بِالَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ ، فَأَرْسَلَ النَّجَاشِيُّ فَجَمَعَ بَطَارِقَتَهُ وَأَسَاقِفَتَهُ ، وَأَمَرَهُمْ فَنَشَرُوا الْمَصَاحِفَ حَوْلَهُ ، فَتَكَلَّمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَقَالَ لَهُمُ النَّجَاشِيُّ : إِنَّ هَؤُلاَءِ يَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ فَارَقْتُمْ دِينَهُمْ ، وَلَمْ تَتَّبِعُوا دِينِي وَلاَ دِينَ الْيَهُودِ ، فَأَخْبِرَانِي (1)بِدِينِكُمُ الَّذِي فَارَقْتُمْ بِهِ قَوْمَكُمْ ، فَقَالَ جَعْفَرٌ : كُنَّا عَلَى دِينِهِمْ وَأَمْرِهِمْ ، فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَعَفَافَهُ ، وَأَمَرَنَا بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَانَا عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَأَمَرَنَا بِإِقَامِ الصَّلاَةِ ، وَالصِّيَامِ ، وَالصَّدَقَةِ ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَكُلِّ مَا تَعْرِفُ مِنَ الأَخْلاَقِ الْحَسَنَةِ ، وَتَلاَ عَلَيْنَا تَنْزِيلا لاَ يُشْبِهُهُ شَيْءٌ غَيْرُهُ ، فَصَدَّقْنَاهُ ، وَآمَنَّا بِهِ ، وَعَرَفْنَا أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، فَفَارَقْنَا عِنْدَ ذَلِكَ قَوْمَنَا فَآذُونَا وَقَسُونَا ، فَلَمَّا بَلَغَ مِنَّا مَا نَكْرَهُ وَلَمْ نَقْدِرْ عَلَى الامْتِنَاعِ أَمَرَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَخْرُجَ إِلَى بِلاَدِكَ ، اخْتِيَارًا لَكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ لِتَمْنَعَهُمْ مِنَ الظُّلْمِ ، فَقَالَ النَّجَاشِيُّ : فَهَلْ مَعَكُمْ مِمَّا نَزَلَ عَلَيْهِ مِنْ شَيْءٍ تَقْرَؤُونَهُ عَلَيَّ ،
_حاشية__________
(2) في حاشية المطبوع : هكذا في الأصل ، ولعل الصواب "أخبروني" ، أو "أخبرني" باعتبار أن المتكلم هو جعفر ، والله أعلم.
الصفحة 72
306