كتاب الدر النثير والعذب النمير (اسم الجزء: 4)

فَصَّلَ} (¬1) في الأنعام و {بَطَلَ} (¬2) في الأعراف. فإذا سكنت هذه اللامات في الوقف احتملت الترقيق لسكونها، والتغليط حملا على الوصل، إذ لا تكون في الوصل إلا مغلظة، والسكون في الوقف عارض لا يعتد به.
وأما القسم الذي يلزم تغليظه فهو ما خرج عن هذه المواضع المذكورة من جملة اللامات التي تقدم حصرها، والله الموفق للصواب.
فأما ما خرج عن هذه اللامات المذكورة في هذا الباب مما لم تكمل فيه الشروط الثلاثة، فمذهب الحافظ ترقيقه لورش، ولا خلاف عن سائر القراء أنهم يرققون جميع هذه اللامات التي تقدم أن ورشًا يغلظها.
واعلم أن للشيخ والإمام في هذا الباب خلافًا مع الحافظ ينحصر الغرض منه في ثماني مسائل:
المسأله الأولى: اللام المفتوحة بعد الطاء المفتوحة أو الساكنة نحو {طلقتم} و {اطلع} و {مطْلَعِ} (¬3) تقدم أن مذهب الحافظ تغليظها لورش، وعن الشيخ والإمام فيها الوجهان: التغليظ والترقيق ويظهران التغليظ أشهر عند الإِمام (¬4) وبه قرأ الشيخ على غير أبي الطيب، ثم نص الشيخ على نفسه أنه يأخذ فيه بالوجهين (¬5).
المسأله الثانية: المفتوحة بعد الظاء المفتوحة، أو الساكنة نحو {ظلموا} و {ظلت} و {أظلم}، مذهب الحافظ التغليظ، وافقه
¬__________
(¬1) جزء من الآية: 119 الأنعام.
(¬2) جزء من الآية: 118 الأعراف.
(¬3) في الأصل و (س) (و) قبل تقدم.
(¬4) انظر الكافي ص 53.
(¬5) انظر التبصرة ص 416.

الصفحة 124