كتاب الدر النثير والعذب النمير (اسم الجزء: 4)
فيما يرقق من ذلك وما يغلظ.
فأما تغليظ اللام من اسم {الله} العلي العظيم وهو قولنا: {الله} فأمر متفق عليه قصد به التعظيم، وهذا بشرط أن يكون مبدوءًا به، أو يكون موصولًا بحرف متحرك بالفتح، أو بالضم، فإن اتصل بحرف متحرك بالكسر فلا خلاف في ترقيقه، ولا يمكن أن تكون الكسرة قبله إلا عارضة، أو منفصلة، ورأيت الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ - قد فرض سؤالًا، وهو أن يقال: (لم كانت الكسرة غير اللازمة توجب ترقيق اللام ولا توجب ترقيق الراء)؟ ثم أجاب عن ذلك بما ظهر له.
قال العبد: والذي أرتضيه من الجواب أن اللام لما كان أصلها الترقيق وكان التغليظ عارضًا لها لم يستعملوه فيها إلا بشرط ألا يجاورها منافٍ للتغليظ (¬1) وهو اكسر. فإذا جاورتها الكسرة ردتها إلى أصلها، أما الراء المتحركة بالفتح أو بالضم فإنها لما استحقت التغليظ بعد ثبوت حركتها، لم تقو الكسرة غير اللازمة على ترقيقها. واستصحبوا فيها حكم التغليظ الذي استحقته بسبب حركتها، فإذا كانت الكسرة لازمة أثرت في لغة دون أخرى، فرققت الراء لذلك وغلظت.
وكلم الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ - في هذا الباب بين. وقوله في آخر الباب.
(م): وعلى ترقيقها مع الكسرة في الوصل) (¬2).
(ش): إنما قيد هنا بالوصل لأنك لو فصلت اسم الله تعالى وبدأت به غلظت كقول الله تعالى في سورة الأنعام: {قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} (¬3). إذا وصلت رققت اللام فإن بدأت قلت: (الله شهيد)
¬__________
(¬1) في الأصل (التغليظ) وبو خطأ والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.
(¬2) انظر التيسير ص 58.
(¬3) جزء من الآية: 19 الأنعام.
الصفحة 129
337