كتاب الدر النثير والعذب النمير (اسم الجزء: 4)
تقدم في مذهب حمزة، وهشام من نقل حركة الهمزة المتطرفة إلى الساكن قبلها نحو (دِفْءٌ} و {شَيْءُ}.
وأما الإبدال فيكون في ثلاثة أنواع:
أحدهما: الإسم المنصوب المنون يوقف عليه بالألف بدلًا من
التنوين.
الثاني: الإسم المؤنث بالتاء في الوصل يوقف عليه بالهاء بدلًا من التاء إذ كان الإسم مفردًا كما تقدم في مذهب الكسائي.
الثالث: إبدال حرف المدمن الهمزة المتطرفة بعد الحركة كما تقدم في باب الوقف لحمزة وهشام.
وهذا الباب لم يقصد فيه شيء من هذه الأوجه الخمسة، وإنما قصد فيه بيان ما يجوز الوقف عليه بالسكون، وبالروم، وبالإشمام خاصة. فأما (السكون) فهو عبارة عن تفريغ الحرف من الحركات الثلاث، وسمي جزمًا لأن الجزم هو القطع والحرف المجزوم مقطوع عن الحركة، وكذلك سمي وقفًا بمعنى أنك لما انتهيت إلى الحرف نطقت به ثم وقفت عن تحريكه.
وأما الروم، فهو عبارة عن النطق ببعض الحركة، وإن شئت قلت: هو تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها كما قال الحافظ، وأما (الإشمام) فهو عبارة عن الإشارة إلى الحركة بالشفتين بإثر انقطاع الصوت على الحرف ساكنًا (¬1)، هذا على اصطلاح البصريين، وحكى عن الكوفيين أنهم يسمون الإشارة بالشفتين رومًا، لأنك تقول: رمت فعل كذا إذا
¬__________
(¬1) انظر التيسير ص 59.
الصفحة 131
337