كتاب الدر النثير والعذب النمير (اسم الجزء: 4)

تعرضت له ولم تفعله، فكذلك إذا أشرت بشفتيك من غير نطق، ويسمون النطق ببعض الحركة إشما ما كما تقول شممت (¬1) رائحة كذا إذا أدركت رائحته، فكأنك أدركت جزءًا منه، فكذلك إذا جعلت في الحرف شيئًا يسيرًا من لفظ الحركة. واصطلاح البصريين يتوجه على أنك حين نطقت ببعض الحركة كأنك رمت إتمامها فلم تفعل، وعلى أنك (¬2) جعلت القدر الحاصل من الِإشارة بالشفتين إشماما، لأنه كاف في الاشعار بحركة الوصل والأمر في هذا قريب. واعلم أن الكلمة (¬3) الموقوف عليها (¬4) تنقسم (¬5) ثلاثة أقسام:
قسم لا يوقف عليه عند القراء إلا بالسكون ولا يجوز فيه روم ولا إشمام، وهو خمسة أصناف:
الأول: ما كان ساكنًا في الوصل نحو: {فَلَا تَنْهَرْ} (¬6) و {وَلَا تَمْنُنْ} (¬7) و {وَمَنْ يَعْتَصِمْ} (¬8).
الثاني: ما كان في الوصل متحركًا بالفتح غير منون ولم تكن حركته منقولة نحو {ءَامَنَ} (¬9) و {صَدَق} (¬10) {إني أخَافُ الله} (¬11).
¬__________
(¬1) في الأصل و (ص) و (ت) (شميت) وفي (ز) ما أثبته.
(¬2) في الأصل (لو) بعد (أنك) وقبل (جعلت) وهو تحريف والصواب حذفها كما في باقي النسخ.
(¬3) في (س) (الكلام) وفي الأصل و (ز) (الكلم) وفي (س) ما أثبته.
(¬4) في (س) (عليه).
(¬5) في (س) و (ز) ينقسم.
(¬6) جزء من الآية: 10 الضحى.
(¬7) جزء من الآية: 6 المدثر.
(¬8) جزء من الآية: 101 آل عمران.
(¬9) جزء من الآية: 62 البقرة.
(¬10) جزء من الآية: 20 سبأ.
(¬11) جزء من الآية: 28 المائدة.

الصفحة 132