كتاب الدر النثير والعذب النمير (اسم الجزء: 4)
(م): وقوله: (لما في ذلك من البيان) (¬1).
(ش): يعني لما في الوقف بالروم والإشمام من بيان الحركة التي تثبت فىِ الوصل للحرف الموقوف عليه، وهذا التعليل يقتضي استحسان الوقف بالروم، والإشمام إذا كان القارئ بحضرة من يسمع قراءته، أما إذا لم يكن بحضرته أحد يسمع تلاوته فلا يتأكد الوقف إذ ذاك بالروم والإشمام لأنه غير محتاج إلى أن يبين لنفسه، وعند حضور الغير يتأكد ذلك ليحصل البيان للسامع، فإن كان السامع عالمًا بذلك علم صحة عمل القارئ وإن كان غير عالم، كان في ذلك تنبيه له ليعلم حكم ذلك الحرف الموقوف عليه كيف هو في الوصل، وإن كان القارئ متعلمًا ظهر عليه بين يدي المعلم هل أصاب فيقره (¬2) أو أخطأ فيعلمه.
قال العبد: وكثيرًا ما يعرض لي مع المتعلم في مواضع من القرآن يكون القارئ قد اعتاد الوقف عليها، ولم ينبه على وصلها، كقوله تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (¬3) و {إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} (¬4) فيفق القارئ على {عليم} و {فقير} بالسكون على عادته فأشعر بأنه لا يحسن الوصل، فآمره بوصلها فيقرأ {عليم} و {فقير} بالخفض. وكذلك أجدهم قد اعتادوا الوقف على قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} (¬5) فأشعر أنه لا يدري كيف يصل، فآمره بالوصل فلا يدري هل يفتح الياء أو يسكنها، وكثيرًا ما يسبق إليهم
¬__________
(¬1) نظر التيسير ص 59.
(¬2) في الأصل (فيقروه) وهو تحريف والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.
(¬3) جزء من الآية: 76 يوسف.
(¬4) جزء من الآية: 24 القصص.
(¬5) جزء من الآية: 100 يوسف.
الصفحة 138
337