كتاب الدر النثير والعذب النمير (اسم الجزء: 4)
الروم، والإشمام، لكن لما كان الروم عند الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ - ليس عبارة عن الإشارة الحاصلة للشفتين وإنما هو عبارة عن الصويت (¬1) الضعيف الباقي من الحركة صح أن يقال لاحظ للبصر في إدراك الروم؛ إذ البصر لا يدرك الصوت.
(م): قوله: (وأما حقيقة الإشمام فهو ضمك شفتيك بعد سكون الحرف أصلًا (¬2).
(ش): يريد بعد قطع الصوت على الحرف ساكنًا، فلا تكون تلك الإشارة إِلا مصاحبة للسكون وبعد إِنصرام الصوت، وخص الإِشمام بضم الشفتين لأنه لا يكون إلا في المرفوع، وسبب ذلك أن الإشمام لما كان عبارة عن الإشارة بالعضو إلى الحركة من غير نطق لم يكن ذلك إلا فيما كان من الحركات من الشفتين، وهي الضمة، لأنها من الواو فأما الكسرة فهي من مخرج الياء وذلك وسط اللسان وهوفي داخل الفم، فلو أشار القارئ بوسط اللسان إلى الكسرة بعد انقطاع الصوت عن السكون لم يفد، لأنها إشارة بعضو غائب عن البصر، وكذلك الفتحة للما كانت من مخرج الألف وأصلها من الحلق لم يتصور فيها الإشمام، لأن موضع الحركة غائب بخلاف الضمة التي هي من الشفتين، فالإشارة بهما ظاهرة. فكان إعمالها يفيد البيان كما (يفيد) (¬3) الروم.
(م): قوله: (ولا يدرك "معرفة ذلك" (¬4) الأعمى) (¬5).
¬__________
(¬1) في الأصل (الصوت).
(¬2) انظر التيسير ص 59.
(¬3) ما بين القوسين من باقي النسخ.
(¬4) ما بين القوسين تكملة من التيسير.
(¬5) انظر التيسير ص 59.
الصفحة 140
337