كتاب الدر النثير والعذب النمير (اسم الجزء: 4)
(ش): يريد أن إدراك الإشمام موقوف على البصر ولا تعلق للسمع به، ولهذا لا يدركه المبصر إذا أغمض عينيه، أو كان في ليل مظلم، أو كان بينه وبين القارئ حائل يمنعه إبصار شفتيه.
(م): وقوله: (إذ هو إيماء بالعضو إلى الحركة) (¬1).
(ش): تعليل لكون الأعمى لا يدركه، ولا يغني فيه السمع كما لم يغنِ البصر في إدراك الصوت في الروم.
(م): وقوله: (ولا يستعملونه في النصب والفتح لخفتهما) (¬2).
(ش): اعلم أنه لا يمتنع الروم في الوقف على المفتوح عند النحويين، لكن جرت عادة القراء بتركه، ولهذا قال الحافظ (لا يستعملونه) ولم يقل (لا يجوز) وقد حكاه اليزيدي عن أبي عمرو في قوله تعالى: {أَمَّنْ لَا يَهِدِّي} (¬3) في سورة يونس - عليه السلام - فقال: (وكان يشم الهاء شيئًا من الفتح) (¬4) يعني ينطق ببعض الفتحة. وقد نص سيبور على جواز الروم في المنصوب (¬5) ومثله بقولك: (رأيت الحرث). وقول الحافظ (لخفتها) تعليل لترك روم الفتحة، فإن قيل هذا التعليل غير بين لأن العادة في لسان العرب ترك الثقيل واستعمال الخفيف، فكيف استعمل القراء الروم في الضمة والكسرة مع ثقلهما، وتركوا روم الفتحة لكونها خفيفة؟
فالجواب: أن مراده أن الفتحة لخفتها سهلت على (¬6) من أراد النطق
¬__________
(¬1) انظر التيسير ص 59.
(¬2) انظر التيسير ص 59.
(¬3) جزء من الآية: 35 يونس.
(¬4) انظر التيسير ص 122.
(¬5) انظر كتاب سيبويه جـ 4 ص 172.
(¬6) في الأصل (عن) وهو تحريف والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.
الصفحة 141
337