كتاب الدر النثير والعذب النمير (اسم الجزء: 4)
فإن قيل ليست تلك الحركة عارضة لأنها في الأصل مستحقة لحرف من نفس الكلمة؟
فالجواب: أنها عارضة للحرف الموقوف عليه، فصح أن يطلق عليها أنها عارضة.
وقوله: (وحركة ميم الجمع في مذهب من ضمها على الأصل) (¬1).
يريد على قراءة ابن كثير باتفاق، وعلى قراءة قالون على أحد الوجهين وترك مذهب من كسرها وهي قراءة أبي عمرو على الشرط المذكور في سورة أم القرآن (2) لأن تلك الكسرة عارضة ليست على الأصل واكتفى (¬3) عن ذكرها بقوله أولًا: (فأما الحركة العارضة). فإن قيل ما الدليل على أن الضم هو الأصل في تحريك ميم الجمع؟
فالجواب: أن يقال، اعلم أن ميم الجمع إنما تلحق ضمير المخاطب، وضمير الغائب متصلين كانا، أو منفصلين، فآبين حكم ضمير المخاطب والغائب أولًا فأقول: (اعلم أن ضمير المخاطب المفرد المتصل إذا كان في موضع الرفع (التاء) نحو (فعلت) وفي النصب والجر (الكاف) نحو (إنك) و (لك) وضمير الغائب المفرد المتصل في موضع النصب والجر، (الهاء) نحو (إنه) و (له) إلا إنهم يفتحون التاء والكاف إذا أرادوا المذكر، ويكسرونهما إذا أرادوا المؤنث كل هذا في الوصل ولا يصلون الحركة، فإذا وقفوا أسكنوا، ويفتحون الهاء ويصلونها بألف إذا أرادوا المؤنث في الحالين، فإن أرادوا المذكر أسكنوها في الوقف، وكسروها في
¬__________
(¬1) انظر التيسير ص 59.
(¬3) في (ز) و (ت) و (س) (فاكتفى).
الصفحة 143
337