كتاب الدر النثير والعذب النمير (اسم الجزء: 4)

للسَّآئِلِينَ} (¬1) إلا ابن كثير (¬2) وكلهم جمع {فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} (¬3) إلا حمزة (¬4).
فإذا تقرر هذا فاعلم أن كل من قرأ شيئًا منها بالجمع فلا يجوز الوقف له إلا بالتاء، وهذا منصوص من كلام الحافظ في التحبير، ويلزم عليه أن يكون نافع قد خالف المرسوم في الحرف الأخير من سورة يونس - عليه السلام -، لأن الحافظ نص على أنه في مصاحف أهل العراق مرسوم بالهاء، ونص على أنه لا يجوز الوقف عليه على قراءة نافع وابن عامر، إلا بالتاء، وأما الذين قرءوا بالإفراد فنص الحافظ في كتاب التحبير على أن الوقف لأبي عمرو والكسائي بالهاء قياسًا ص ما ورد عنهما فيما تقدم، وأن الكسائي يميل مع ذلك الهاء وما قبلها، وذكر أن الوقف لإبن كثير في الحرفين من سورة يونس - عليه السلام -، وفي العنكبوت وسبأ، وفاطر، وغافر، وفصلت، بالهاء قياسًا على ما رواه ابن الحباب عن البزي عن أصحابه عن ابن كثير أنه وقف على: {يأبَتِ} و {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ} و {مَا تَخْرُجُ مِن ثَمَراتِ} بالهاء، ولما ذكر قوله تعالى: {آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} قال: وقرأه ابن كثير وحده بالتوحيد، فيجوز أن يقف بالتاء؛ لأن النص إنما ورد عنه في مواضع مخصوصة من غير إطلاق للقياس في نظائره، ثم لما ذكر (غَيَابَتِ الْجُبِ} قال فقياس قول أبي عمرو والكسائي الوقف على ذلك بالهاء وقياس قول غيرهما ممن وحد الوقف بالتاء اتباعًا لرسم ذلك، وهذا الذي قال هنا يقتضي أن يكون قياس قراءة ابن كثير الوقف بالتاء، وهو مخالف لما
¬__________
ص 182).
(¬1) جزء من الآية: 7 يوسف.
(¬2) انظر التيسير ص 127.
(¬3) جزء من الآية: 37 سبأ.
(¬4) انظر التيسير ص 181.

الصفحة 160