كتاب الدر النثير والعذب النمير (اسم الجزء: 4)

فحينئذ يكون إطلاق اسم الإشمام عليه مساويًا لإطلاقه على الإشارة في الوقف، وهذا إنما يمكن تكلفه إذا كان الحرف المشم مبدوءًا (¬1) به كما إذا بدأت بقوله تعالى: {قِيلَ يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ} (¬2)، أما إذا وصلته بما قبله مثل: {وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ} (¬3) و {وَغِيضَ الْمَاءُ} (¬4) فيبعد تصور ذلك بل لابد أن تكون تلك الإشارة مصاحبة للصوت، فيحصل الشوب في اللفظ، فيلحق بما تقدم، وقد ذكر الحافظ هذا القول في بعض تواليفه ورده (¬5) وذكر الشيخ أنه قرأ بالوجهين، ورجح القول الأول (¬6) وانظر كلامه في كتاب (التنبيه).
(م): قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: (أبو عمرو {بَارِئِكُمْ} (¬7) في الحرفين، و {يَأْمُرُكُمْ} (¬8) و {يَأْمُرُهُمْ} (¬9) و {يَنْصُرُكُمْ} (¬10)
¬__________
(¬1) في (ز) و (ت) (مبدوا).
(¬2) جزء من الآية: 48 هود.
(¬3) جزء من الآية: 44 هود.
(¬4) جزء من الآية: 44 هود.
(¬5) انظر جامع البيان 168/ 1.
(¬6) وفصل في التبصرة بين ما بدئ به وما وصل بما قبله، فقال - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - والإشمام في حال اللفظ بالحرف في المتصل أحسن نحو (وقيل، وحيل) وشبهه، ظ ن كان منفصلًا حسن الإشمام قبله نحو (سيء) و (سيئت) وشبهه، وجاز معه، ومعه أحسن وأبين. (انظر التبصرة ص 419) (قلت): والصحيح أن تكون الإشارة مصاحبة للصوت مطلقًا، ومن قال غير هذا فكلامه أما مؤول أو باطل ولا تجوز القراءة به.
(انظر غيث النفح ص 83، والنجوم الطوالع ص 193).
(¬7) جزء من الآية: 54 البقرة.
(¬8) جزء من الآية: 67 البقرة.
(¬9) جزء من الآية: 157 الأعراف.
(¬10) جزء من الآية: 20 الملك.

الصفحة 211