كتاب الدر النثير والعذب النمير (اسم الجزء: 4)
أن تكون للتنبيه ويحتمل أن تكون مبدلة من همزة) (¬1).
(ش): أما تقديرها للتنبيه على مذهب هشام فبين لإخفاء (¬2) به لأنه يمد بعد الهاء ثم يحقق الهمزة كما يصنع في قوله تعالى: {إذَا أنتُمْ تُخْرَجُونَ} (¬3) و {مَا أنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ} (¬4) و {يأدَمْ} (¬5) وما أشبهه، وأما على مذهب قالون، وأبي عمرو فكان يلزم إذا جعلت بها للتبنيه (¬6) أن تحقق الهمزة كما فعل هشام، وليست قراءتهما إلا بتليين الهمزة كما تقدم، فإنما هذا التقدير مذهبهما بأن يقال: (خالفا أصلهما في هذه الكلمة فسهلا (¬7) همزتها).
وأما تقدير الهاء مبدلة من همزة على مذهب هشام فحسن أيضاً، لأنه يكون الأصل {ءَأنتم} مثل قوله تعالى في البقرة: {قُلْءَأنتُمْ أعْلَمُ أمِ اللهُ} (¬8) وفي الواقعة: {ءَأنتُمْ أنزَلْتُمُوه} (¬9) ونحوهما، وعادة هشام في مثل هذا تحقيق الهمزة الأولى، وتسهيل الثانية بين بين، وجعل ألف بينهما كما تقدم في {أنذَزتَهُمْ} (¬10) ونحوه وقد روى عنه في غير التيسير أنه يحقق الهمزتين معاً ويفصل بينهما بالألف، فلما أبدل من الهمزة الأولى هاء في هذه الكلمة على ما تفعله العرب في قولهم: (إياك)، و (هياك) و (إيا زيد)، و (هيا زيد)،
¬__________
(¬1) انظر التيسير ص 88.
(¬2) في الأصل (الأخفاء) وهو تحريف والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.
(¬3) جزء من الآية: 25 الروم.
(¬4) جزء من الآية: 15 يس.
(¬5) جزء من الآية: 35 البقرة.
(¬6) في الأصل و (س) (ها التنبيه).
(¬7) في الأصل و (س) (فيسهلا) وفي (ز) و (ت) ما أثبته.
(¬8) جزء من الآية: 140 البقرة.
(¬9) جزء من الآية: 69 الواقعة.
(¬10) جزء من الآية: 10 يس.
الصفحة 224
337