كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 4)

وَأَنَّ الْجِهَادَ يُشْتَرَطُ أَنْ يُقْصَدَ بِهِ الْإِخْلَاصُ وَوُجُوب النفير مَعَ الْأَئِمَّة

(قَوْلُهُ بَابُ الْحِجَامَةِ لِلْمُحْرِمِ)
أَيْ هَلْ يُمْنَعُ مِنْهَا أَوْ تُبَاحُ لَهُ مُطْلَقًا أَوْ لِلضَّرُورَةِ وَالْمُرَادُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ الْمَحْجُومُ لَا الْحَاجِمَ قَوْله وكوى بن عُمَرَ ابْنَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ هَذَا الِابْنُ اسْمُهُ وَاقِدٌ وَصَلَ ذَلِكَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ قَالَ أَصَابَ وَاقِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِرْسَامٌ فِي الطَّرِيقِ وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَى مَكَّة فكواه بن عُمَرَ فَأَبَانَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ لِلضَّرُورَةِ قَوْلُهُ وَيَتَدَاوَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ طِيبٌ هَذَا من تَتِمَّة التَّرْجَمَة وَلَيْسَ فِي أثر بن عُمَرَ كَمَا تَرَى وَأَمَّا قَوْلُ الْكِرْمَانِيِّ فَاعِلُ يتداوى أما الْمحرم وَأما بن عُمَرَ فَكَلَامُ مَنْ لَمْ يَقِفْ عَلَى أَثَرِ بن عُمَرَ وَقَدْ سَبَقَ فِي أَوَائِلِ الْحَجِّ فِي بَاب الطّيب عِنْد الْإِحْرَام قَول بن عَبَّاسٍ وَيَتَدَاوَى بِمَا يَأْكُلُ وَهُوَ مُوَافِقٌ لِهَذَا وَالْجَامِعُ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ الْحِجَامَةِ عُمُومُ التَّدَاوِي وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ قَالَ إِنْ أَصَابَ الْمُحْرِمَ شَجَّةٌ فَلَا بَأْسَ بِأَنْ يَأْخُذَ مَا حَوْلَهَا مِنَ الشَّعْرِ ثُمَّ يُدَاوِيَهَا بِمَا لَيْسَ فِيهِ طِيبٌ

[1835] قَوْلُهُ قَالَ لَنَا عَمْرٌو أَوَّلُ شَيْءٍ أَيْ أَوَّلُ مَرَّةٍ فِي رِوَايَةِ الْحُمَيْدِيِّ عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَمْرُو وَهُوَ بن دِينَارٍ أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو عَوَانَةَ مِنْ طَرِيقِهِ قَوْلُهُ ثُمَّ سَمِعْتُهُ هُوَ مَقُولُ سُفْيَانَ وَالضَّمِيرُ لِعَمْرٍو وَكَذَا قَوْلُهُ فَقُلْتُ لَعَلَّهُ سَمِعَهُ وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ فَقَالَ حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ عَمْرٌو مَرَّتَيْنِ فَذَكَرَهُ لَكِنْ قَالَ فَلَا أَدْرِي أَسَمِعَهُ مِنْهُمَا أَوْ كَانَتْ إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ وَهْمًا زَادَ أَبُو عَوَانَةَ قَالَ سُفْيَانُ ذَكَرَ لِي أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهُمَا جَمِيعًا وَأخرجه بن خُزَيْمَةَ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ بن عُيَيْنَةَ نَحْوَ رِوَايَةِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَقَالَ فِي آخِرِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ رَوَاهُ عَنْهُمَا جَمِيعًا وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ طَرِيقِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ فَذَكَرَهُ قَالَ ثُمَّ حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ طَاوُسٍ بِهِ فَقُلْتُ لِعَمْرٍو إِنَّمَا كُنْتَ حَدَّثْتَنَا عَنْ عَطَاءٍ قَالَ اسْكُتْ يَا صَبِيُّ لَمْ أَغْلَطْ كِلَاهُمَا حَدَّثَنِي قُلْتُ فَإِنْ كَانَ هَذَا مَحْفُوظًا فَلَعَلَّ سُفْيَانَ تَرَدَّدَ فِي كَوْنِ عَمْرٍو سَمِعَهُ مِنْهُمَا لَمَّا خَشِيَ مِنْ كَوْنِ ذَلِكَ صَدَرَ مِنْهُ حَالَةَ الْغَضَبِ عَلَى أَنَّهُ قَدْ حُدِّثَ بِهِ فَجَمَعَهُمَا قَالَ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ قَالَ عَمْرٌو أَوَّلًا فحفظناه قَالَ طَاوس عَن بن عَبَّاسٍ فَذَكَرَهُ فَقَالَ أَحْمَدُ وَقَدْ حَدَّثَنَا بِهِ سُفْيَانُ فَقَالَ قَالَ عَمْرٌو عَنْ عَطَاءٍ وَطَاوُسٌ عَن بن عَبَّاسٍ قُلْتُ وَكَذَا جَمَعَهُمَا عَنْ سُفْيَانَ مُسَدَّدٌ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي الطِّبِّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَقُتَيْبَةُ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ وَتَابَعَ سُفْيَانَ عَلَى رِوَايَتِهِ

الصفحة 50