كتاب توفيق الرحمن في دروس القرآن (اسم الجزء: 4)

[سورة الكافرون]
مكية، وهي ست آيات

بسم الله الرحمن الرحيم

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) } .

* * *
روى مسلم عن أبي هريرة: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في ركعتي الفجر: ... {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ) . وروى أحمد وغيره أن أبيّ بن كعب قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر بـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} .
قال البغوي: نزلت في رهط من قريش قالوا: يا محمد هلمّ فاتبع ديننا ونتّبع دينك ونشركك في أمرنا كلّه، تعبد آلهتنا ونعبد إلهك سنة، فإن كان الذي جئت به خيرًا كنا قد شركناك فيه أخذنا حظّنا منه، وإن كان الذي بأيدينا خيرًا كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظّك منه؛ فقال: «معاذ الله أن أشرك به غيره» . قالوا: فاستلم بعض آلهتنا نصدّقك ونعبد إلهك، فقال: «حتى أنظر ما يأتي من عند

الصفحة 539