كتاب توفيق الرحمن في دروس القرآن (اسم الجزء: 4)

أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9) وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10) فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12) } .
قال ابن كثير: وقوله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاء} ، يعني: المشركين {اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ} أي: شهيد على أعمالهم، يحصيها ويعدها عدًّا وسيجزيهم بها أوفى الجزاء. {وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ} ، أي: إنما أنت نذير، والله على كل شيء وكيل.
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً} قال البغوي: {وَكَذَلِكَ} مثل ما ذكرنا، {أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً} {لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى} مكة، يعني: أهلها، {وَمَنْ حَوْلَهَا} يعني: قرى الأرض كلها {وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ} أي: تنذرهم بيوم الجمع وهو يوم القيامة، يجمع الله الأولين والآخرين وأهل السماوات والأرضين {لا رَيْبَ فِيهِ} لا شك في الجمع أنه كائن ثم بعد الجمع يتفرقون فريق في الجنة وفريق في السعير. {وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} ، قال ابن عباس: على دين واحد {وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ} في دين الإسلام {وَالظَّالِمُونَ}
الكافرون {مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ} يدفع عنهم العذاب، {وَلَا نَصِيرٍ} يمنعهم من النار.
{أَمِ اتَّخَذُوا} بل اتخذوا أي: الكافرون {مِن دُونِهِ} ، أي: من دون الله {أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ، وقال

الصفحة 9