كتاب تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (اسم الجزء: 4)

يوسف الآية (111) أو على أن الأول لقومهم
{فَنُجّىَ مَن نَّشَاء} هم الرسلُ والمؤمنون بهم وقرىء فننجّي على لفظ المستقبل بالتخفيف والتشديد وقرىء فنجا
{وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ القوم المجرمين} إذا نزل بهم وفيه بيانٌ لمن تعلق بهم المشيئة
{لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ} أي قَصص الأنبياء وأممِهم وينصره قراءةُ من قرأ بكسر القاف أو قصص يوسفَ وإخوتِه
{عِبْرَةٌ لاّوْلِى الألباب} لذوِي العقولِ المبرّأةِ عن شوائب أحكام الحِس
{مَا كَانَ} أي القرآنُ المدلولُ عليه بما سبق دَلالة واضحةً
{حَدِيثًا يفترى ولكن} كان
{تَصْدِيقَ الذى بين يديهِ} من الكتبِ السماوية وقرىء بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي ولكن هو تصديقُ الذي بين يديه {وَتَفْصِيلَ كُلّ شَىْء} مما يحتاج إليه في الدين إذ ما من أمر دينيّ إلا وهو يستند إلى القرآن بالذات أو بوسط
{وهدى} من الضلالة
{وَرَحْمَةً} ينال بها خيرُ الدارين
{لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} أي يصدّقونه لأنهم المنتفعون به وأما مَنْ عداهم فلا يهتدون بهداه ولا ينتفعون بجدواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم علّموا أرقاءَكم سورةَ يوسف فإنه أيُّما مسلمٍ تلاها وعلَّمها أهلَه وما ملكتْ يمينَه هوّن الله عليه سكراتِ الموتِ وأعطاه القوة أن لا يحسُد مسلماً تم الجزء الرابع ويليه الجزء الخامس وأوله سورة الرعد

الصفحة 311