كتاب مسند أحمد - الميمنية تصوير عالم الكتب (اسم الجزء: 4)
قَالَ : فَأَقْبَلْتُ حَتَّى أَتَيْتُهُ وَهُوَ بِتَبُوكَ فِي حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ مُنْتَجِينَ . فَسَأَلْتُ ، فَأُخْبِرْتُ بِهِ ، فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْكِتَابَ ، فَدَعَا مُعَاوِيَةَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ ، فَلَمَّا أَتَى عَلَى قَوْلِهِ : دَعَوْتَنِي إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ ، فَأَيْنَ النَّارُ ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ فَأَيْنَ النَّهَارُ ؟ قَالَ : فَقَالَ : إِنِّي قَدْ كَتَبْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَخَرَّقَهُ ، فَخَرَّقَهُ اللَّهُ مُخَرَّقَ الْمُلْكِ ، قَالَ عَبَّادٌ : فَقُلْتُ لاِبْنِ خُثَيْمٍ : أَلَيْسَ قَدْ أَسْلَمَ النَّجَاشِيُّ ، وَنَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَصَلَّى عَلَيْهِ ؟ قَالَ : بَلَى ، ذَاكَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ وَهَذَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ . قَدْ ذَكَرَهُمْ ابْنُ خُثَيْمٍ جَمِيعًا وَنَسِيتُهُمَا - وَكَتَبْتُ إِلَى كِسْرَى كِتَابًا ، فَمَزَّقَهُ ، فَمَزَّقَهُ اللَّهُ مُمَزَّقَ الْمُلْكِ . وَكَتَبْتُ إِلَى قَيْصَرَ كِتَابًا ، فَأَجَابَنِي فِيهِ ، فَلَمْ يَزَلِ النَّاسُ يَخْشَوْنَ مِنْهُمْ بَأْسًا مَا كَانَ فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ ثُمَّ قَالَ لِي : ممَّنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : مِنْ تَنُوخٍ ، قَالَ : يَا أَخَا تَنُوخٍ ، هَلْ لَكَ فِي الإِِسْلاَمِ ؟ قُلْتُ : لاَ ، إِنِّي أَقْبَلْتُ مِنْ قِبَلِ قَوْمٍ وَأَنَا فِيهِمْ عَلَى دِينٍ ، وَلَسْتُ مُسْتَبْدِلاً بِدِينِهِمْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهِمْ . قَالَ : فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ تَبَسَّمَ . فَلَمَّا قَضَيْتُ حَاجَتِي ، قُمْتُ ، فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي ، فَقَالَ : يَا أَخَا تَنُوخٍ ، هَلُمَّ فَامْضِ لِلَّذِي أُمِرْتَ بِهِ قَالَ : وَكُنْتُ قَدْ نَسِيتُهَا ، فَاسْتَدَرْتُ مِنْ وَرَاءِ الْحَلْقَةِ ، وَألْقَى بُرْدَةً كَانَتْ عَلَيْهِ عَنْ ظَهْرِهِ ، فَرَأَيْتُ غُضْرُوفَ كَتِفِهِ مِثْلَ الْمِحْجَمِ الضَّخْمِ.
(16694) 16814- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ ، إِمْلاَءً عَلَيَّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ قَيْصَرَ جَارًا لِي زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَخْبِرْنِي عَنْ كِتَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَيْصَرَ . فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيَّ إِلَى قَيْصَرَ ، وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَيْهِ كِتَابًا - فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ وَحَدِيثُ عَبَّادٍ أَتَمُّ وَأَحْسَنُ اقْتِصَاصًا لِلْحَدِيثِ وَزَادَ قَالَ : فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَعَاهُ إِلَى الإِِسْلاَمِ ، فَأَبَى أَنْ يُسْلِمَ ، وَتَلاَ هَذِهِ الآيَةَ {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّكَ رَسُولُ قَوْمٍ وَإِنَّ لَكَ حَقًّا ، وَلَكِنْ جِئْتَنَا وَنَحْنُ مُرْمِلُونَ فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ : أَنَا أَكْسُوهُ حُلَّةً صَفُورِيَّةً ، وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ : عَلَيَّ ضِيَافَتُهُ.
حَدِيثُ ابْنِ عَبْسٍ شَيْخٌ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ.
(16695) 16815- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرٍ الدَّارِيُّ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْخٌ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ ، وَنَحْنُ فِي غَزْوَةِ رُودِسَ يُقَالُ لَهُ : ابْنُ عَبْسٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَسُوقُ لآلٍ لَنَا بَقَرَةً ، قَالَ : فَسَمِعْتُ مِنْ جَوْفِهَا : يَا آلَ ذَرِيحٍ ، قَوْلٌ فَصِيحٌ ، رَجُلٌ يَصِيحُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، قَالَ : فَقَدِمْنَا مَكَّةَ ، فَوَجَدْنَا النَّبِيَّ قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ.
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ السُّلَمِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ.
(16696) 16816- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى الْعَنْزِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَكَنُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ ، عَنْ فَرْقَدٍ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ السُّلَمِيِّ ، قَالَ : خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَثَّ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ ، فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ : عَلَيَّ مِئَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلاَسِهَا وَأَقْتَابِهَا . قَالَ : ثُمَّ حَثَّ ، فَقَالَ عُثْمَانُ : عَلَيَّ مِئَةٌ أُخْرَى بِأَحْلاَسِهَا وَأَقْتَابِهَا . قَالَ : ثُمَّ نَزَلَ مَرْقَاةً مِنَ الْمِنْبَرِ ثُمَّ حَثَّ . فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ : عَلَيَّ مِئَةٌ أُخْرَى بِأَحْلاَسِهَا وَأَقْتَابِهَا . قَالَ : فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا يُحَرِّكُهَا وَأَخْرَجَ عَبْدُ الصَّمَدِ ، يَدَهُ كَالْمُتَعَجِّبِ : مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا.
(16697) 16817- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى الْعَنَزِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَكَنُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ ، عَنْ فَرْقَدٍ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ السُّلَمِيِّ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ ، فَحَضَّ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ .... فَذَكَرَهُ.
الصفحة 75