كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 4)

ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج في رمضان من المدينة ومعه عشرة آلاف من المسلمين وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مقدمة المدينة فسار بمن معه من المسلمين إلى مكة يصوم ويصومون حتى بلغ الكديد وهو بين عسفان وقديد فأفطر وأفطر المسلمون معه فلم يصوموا بقية رمضان شيئا قال الزهري فكان الفطر آخر الامرين وانما يؤخذ من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الآخر فالآخر قال الزهري فصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان - رواه البخاري في الصحيح عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق ورواه مسلم عن محمد بن رافع
- (أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن محمد النفيلي (ح وأنبأ) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو سعيد احمد بن يعقوب الثقفي ثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني ثنا عبد الله بن محمد النفيلي ثنا محمد بن عبد الحميد المدني قال سمعت حمزة بن محمد بن حمزة بن عمرو الاسلمي يذكر ان اباه اخبره عن جده حمزة بن عمرو قال قلت يا رسول الله أني صاحب ظهر اعالجه اسافر عليه وأكريه وانه ربما صادفني هذا الشهر يعني رمضان وانا أجد القوة وانا شاب وأجدني ان اصوم يا رسول الله أهون علي من ان اؤخره فيكون دينا افأصوم يا رسول الله اعظم لاجري أو افطر قال اي ذلك شئت يا حمزة - لفظ حديث أبي عبد الله وفي رواية الروذباري اي ذلك شئت يا حمزة (1) وفي هذا دلالة على جواز الفطر في السفر المباح
- (أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة انبأ أبو عمرو بن مطر أنبأ أبو عمران موسى بن سهل الجوني ثنا ابن زغبة يعني عيسى بن حماد بن زغبة ثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن ابي الخير عن منصور الكلبي ان دحية بن خليفة خرج من قرية بدمشق إلى قدر عقبة من الفسطاط وذلك ثلاثة اميال في رمضان ثم انه افطر وافطر معه أناس فكره ذلك آخرون فلما رجع إلى قريته قال والله لقد رأيت أمرا ما كنت اظن اني اراه ان قوما رغبوا عن هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقول ذلك للذين صاموا ثم قال عند ذلك اللهم اقبضني اليك (قال الليث) الامر الذي اجتمع الناس عليه ان لا يقصروا الصلوة ولا يفطروا الا في مسيرة اربعة برد في كل بريد اثنا عشر ميلا (قال الشيخ) قد روينا في كتاب الصلوة ما دل على هذا عن عبد الله ابن عباس و عبد الله بن عمر والذي روينا عن دحية الكلبي ان صح ذلك فكأنه ذهب فيه إلى ظاهر الآية في الرخصة في السفر وأراد بقوله رغبوا عن هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه اي في قبول الرخصة لافي تقدير السفر الذي افطر فيه والله اعلم
- (أخبرنا) أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا المعتمر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر انه كان يخرج إلى الغابة فلا يفطر ولا يقصر
- باب تأكيد الفطر في السفر إذا كان يريد لقاء العدو
(أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الاصبهاني في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عبد العزيز بن محمد عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم وصام الناس معه فقيل له يا رسول الله ان الناس قد شق عليهم الصيام فدعا بقدح من ماء بعد العصر فشرب والناس ينظرون فأفطر بعض الناس وصام بعض فبلغه ان ناسا صاموا فقال اولئك العصاة
- (وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الفضل بن ابراهيم المزكى (2) ثنا احمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد العزيز فذكره بمعناه وزاد في الحديث وانما ينظرون فيما فعلت - رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة
- (أخبرنا) أبو الحسين بن بشران انبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا مقدام بن داود ثنا عبد الله بن يوسف ثنا سعيد بن
__________
(1) كذا في النسخ وسنن أبي داود والمستدرك ولم يظهر لنا فرق بينهما (2) س - المزني - (*)

الصفحة 241