كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 4)

هذا الطريق وحكم بوضعه، وأقره عليه الذهبى والمؤلف في مختصر الموضوعات.
قلت: في هذا أمران، أحدهما: حيث ذكر في الكبير ما ترى من أنه موضوع، فكيف ساغ له الاقتصار بعد ذلك في الصغير على أنه ضعيف؟!.
ثانيهما: المؤلف له اللآلئ المصنوعة، وليس هو اختصارًا للموضوعات، بل هو ذكر لها بتمامها مع التعقب على المتعقب وإقرار ما ليس بمتعقب في نظره، وغاية ما حذف منه أسانيد ابن الجوزى إلى مشاهير المخرجين دون غيرهم، وهذا لم أر فيه تعقبا على ابن الجوزى في هذا الحديث، وله أيضًا اختصار اللآلى الذي هو اختصار لكتاب الموضوعات بإفراد المتعقب دون غيره، وهذا قد ذكره فيه المؤلف وتعقب ابن الجوزى على الحكم بوضعه، فقال: حديث: "دفن البنات من المكرمات" أورده -يعنى ابن الجوزى- من حديث ابن عباس، وفيه عراك بن خالد مضطرب الحديث ليس بالقوى عن عثمان بن عطاء عن أبيه، وهما ضعيفان، وتابعه محمد بن عبد الرحمن بن طلحة القرشى عن عطاء وهو ضعيف ومن حديث ابن عمر، وفيه يحدث عن الثقات بالمناكير.
قلت: ليس في شيء مما ذكر ما يقتضى الوضع، أما عراك: فهو وإن ضعفه أبو حاتم بما ذكر فقد قال فيه صاحب الميزان: إنه معروف حسن الحديث، وأما عثمان بن عطاء: فأخرج له ابن ماجه، ووثقه أبو حاتم فقال: يكتب حديثه، ودحيم فقال: لا بأس به ومن ضعفه لم يجرحه بكذب، وأما أبوه فالجمهور على توثيقه، وخرج له في البخارى اهـ.
فالمؤلف لم يقر ابن الجوزى على وضعه.

الصفحة 38