كتاب تفسير السمعاني (اسم الجزء: 4)

{السَّبِيل (17) قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لنا أَن نتَّخذ من دُونك من أَوْلِيَاء وَلَكِن متعتهم وآباءهم حَتَّى نسوا الذّكر وَكَانُوا قوما بورا (18) فقد كذبوكم بِمَا تَقولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ}
وَقَوله: {وَلَكِن متعتهم وآباءهم} أَي: بِكَثْرَة الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد، وَيُقَال: بطول الْعُمر، وَيُقَال: بنيل المُرَاد.
وَقَوله: {حَتَّى نسوا الذّكر} أَي: نسوا ذكرك وغفلوا عَنْك، وَيُقَال: تركُوا الْحق الَّذِي أنزلت. وَقَوله: {وَكَانُوا قوما بورا} أَي: هلكى، يُقَال: رجل بائر أَي: هَالك، وسلعة بائرة أَي: كاسدة، وَفِي الْخَبَر: " أَن النَّبِي كَانَ يتَعَوَّذ من بوار [الأيم]
قَالَ الشَّاعِر وَهُوَ ابْن الزِّبَعْرَى:
(يَا رَسُول المليك إِن لساني ... راتق مَا فتقت إِذْ أَنا بور)
أَي: هَالك
قَوْله تَعَالَى: {فقد كذبوكم بِمَا تَقولُونَ} هَذَا خطاب مَعَ الْمُشْركين، فَإِنَّهُم كَانُوا يَزْعمُونَ أَن الْمَلَائِكَة وَعِيسَى وعزيزا دعوهم إِلَى عِبَادَتهم.
وَقَوله: {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صرفا وَلَا نصرا} أَي: صرف الْعَذَاب عَن أنفسهم، وَقيل: صرفك عَن الْحق.
وَقَوله: {وَلَا نصرا} أَي: لَا يستطعيون منع الْعَذَاب عَن أنفسهم.
وَقَوله: {وَمن يظلم مِنْكُم نذقه عذَابا كَبِيرا} أَي: عَظِيما.
قَوْله تَعَالَى: {وَمَا أرسلنَا قبلك من الْمُرْسلين إِلَّا إِنَّهُم ليأكلون الطَّعَام ويمشون فِي الْأَسْوَاق} . فِي الْآيَة جَوَاب عَن قَوْلهم: مَا لهَذَا الرَّسُول يَأْكُل الطَّعَام ويمشى فِي

الصفحة 12