كتاب تفسير السمعاني (اسم الجزء: 4)

{من قبلهم فَمَا أغْنى عَنْهُم مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) فَأَصَابَهُمْ سيئات مَا كسبوا وَالَّذين ظلمُوا من هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سيئات مَا كسبوا وَمَا هم بمعجزين (51) أَو لم يعلمُوا أَن الله يبسط الرزق لمن يَشَاء وَيقدر إِن فِي ذَلِك لآيَات لقوم يُؤمنُونَ (52) قل يَا عبَادي}
قَوْله تَعَالَى: {قد قَالَهَا الَّذين من قبلهم} أَي: قَالَ هَذِه الْكَلِمَة الَّذين من قبلهم، وَفِي التَّفْسِير: أَن المُرَاد من هَذَا هُوَ قَارون، فَإِنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا أُوتِيتهُ على علم عِنْدِي.
وَقَوله: {فَمَا أغْنى عَنْهُم مَا يَكْسِبُونَ} أَي: لم يغن عَنْهُم مَا اكتسبوا شَيْئا.
قَوْله تَعَالَى: {فَأَصَابَهُمْ سيئات مَا كسبوا وَالَّذين ظلمُوا من هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سيئات مَا كسبوا} أَي: يُصِيب الْكفَّار من هَذِه الْأمة من الْبلَاء والعقوبة مَا أصَاب الْأُمَم الْمَاضِيَة.
وَقَوله: {وَمَا هم بمعجزين} أَي: بفائتين وَلَا سابقين.
قَوْله تَعَالَى: {أَو لم يعلمُوا أَن الله يبسط الرزق لمن يَشَاء وَيقدر} يبسط أَي: يُوسع، وَيقدر أَي: يقلل.
وَفِي بعض الْأَخْبَار ((أَن الله يُخَيّر لعَبْدِهِ، فَإِن كَانَ الْخيرَة لَهُ فِي التَّوَسُّع وسع عَلَيْهِ، وَإِن كَانَ الْخيرَة لَهُ فِي التضيق ضيق عَلَيْهِ)) (1) .
وَقَوله: {إِن فِي ذَلِك لآيَات لقوم يُؤمنُونَ} أَي: يصدقون.
قَوْله تَعَالَى: {قل يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا على أنفسهم} يُقَال: نزلت الْآيَة فِي

الصفحة 474