كتاب تفسير السمعاني (اسم الجزء: 4)

{وأنجينا مُوسَى وَمن مَعَه أَجْمَعِينَ (65) والإغراق إهلاك بغمر المَاء.
قَوْله تَعَالَى: {إِن فِي ذَلِك لآيَة} أَي: لعبرة.
وَقَوله: (وَمَا كَانَ أَكْثَرهم مُؤمنين) أَي: بمصدقين، والمارد بِهِ قوم فِرْعَوْن، وروى أَنه لم يُؤمن [من] قوم فِرْعَوْن إِلَّا [أسية] امْرَأَته [وحزقيل] ، وماشطة بنت فِرْعَوْن، والعجوز الَّتِي دلّت على عِظَام يُوسُف.
وَقَوله تَعَالَى: {وَإِن رَبك لَهو الْعَزِيز الرَّحِيم} الْعَزِيز هُوَ الْقَادِر الَّذِي لَا يُمكنهُ معازته أَي: مغالبته، وَالله تَعَالَى عَزِيز، وَهُوَ فِي وصف عزته رَحِيم.
قَوْله تَعَالَى: {واتل عَلَيْهِم نبأ إِبْرَاهِيم إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَومه مَا تَعْبدُونَ} مَعْنَاهُ: أَي شَيْء تَعْبدُونَ؟ ! .
قَوْله تَعَالَى: {قَالُوا نعْبد أصناما فنظل لَهَا عاكفين} أَي: فنقيم على عبادتها، يُقَال: ظلّ فلَان يفعل كَذَا أَي: أَقَامَ عَلَيْهِ يَفْعَله بِالنَّهَارِ.
وَقَوله تَعَالَى: {قَالَ هَل يسمعونكم} مَعْنَاهُ: هَل يسمعُونَ صوتكم ودعاءكم؟ وَقُرِئَ فِي الشاذ: " هَل يسمعونكم " بِرَفْع الْيَاء.
وَقَوله: {أَو ينفعوكم} أَي: بالرزق.
وَقَوله: {أَو يضرون} أَي: يضرونكم إِن تركْتُم عبادتها.
قَوْله تَعَالَى: {قَالُوا بل وجدنَا آبَاءَنَا كَذَلِك يَفْعَلُونَ} مَعْنَاهُ: أَنَّهَا لَا تسمع أقوالنا، وَلَا تجلب إِلَيْنَا نفعا، وَلَا تدفع عَنَّا ضرا، لَكِن اقتدينا بِآبَائِنَا، وَاسْتدلَّ أهل الْعلم بِهَذَا على أَن التَّقْلِيد لَا يجوز.
قَوْله: {قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَا كُنْتُم تَعْبدُونَ أَنْتُم وآبائكم الأقدمون} أَي: الْأَولونَ.
وَقَوله: {فَإِنَّهُم عَدو لي} أَي: أَعدَاء لي.

الصفحة 52