كتاب تفسير السمعاني (اسم الجزء: 4)

{فَأَخذهُم الْعَذَاب إِن فِي ذَلِك لآيَة وَمَا كَانَ أَكْثَرهم مُؤمنين (158) وَإِن رَبك لَهو الْعَزِيز الرَّحِيم (159) كذبت قوم لوط الْمُرْسلين (160) إِذْ قَالَ لَهُم أخوهم لوط أَلا تَتَّقُون (161) إِنِّي لكم رَسُول أَمِين (162) فَاتَّقُوا الله وأطيعون (163) وَمَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ من أجر إِن أجري إِلَّا على رب الْعَالمين (164) أتأتون الذكران من الْعَالمين (165) وتذرون مَا خلق لكم ربكُم من أزواجكم بل أَنْتُم قوم عادون (166) قَالُوا لَئِن لم تَنْتَهِ يَا لوط لتكونن من المخرجين (167) قَالَ إِنِّي لعملكم من القالين (168) رب نجني وَأَهلي مِمَّا يعْملُونَ (169) فنجيناه وَأَهله أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوز فِي الغابرين (171) ثمَّ دمرنا الْعَالمين} فِي قصَّة لوط صلوَات الله عَلَيْهِ.
قَوْله تَعَالَى: {أتأتون الذكران من الْعَالمين} فِي الْقِصَّة: أَنهم كَانُوا يعْملُونَ هَذَا الْعَمَل الْقَبِيح مَعَ النِّسَاء قبل الرِّجَال أَرْبَعِينَ سنة ثمَّ عدلوا إِلَى الرِّجَال.
وَقَوله: {وتذرون مَا خلق لكم ربكُم من أزواجكم} قَرَأَ ابْن مَسْعُود: " مَا أصلح لكم ربكُم من أزواجكم " وَفِي التَّفْسِير: أَن مَا خلق لكم ربكُم من أزواجكم مَعْنَاهُ: الْقبل وَهُوَ فرج النِّسَاء.
قَوْله: {بل أَنْتُم قوم عادون} أَي: ظَالِمُونَ مجاوزون الْحَد.
قَوْله: {قَالُوا لَئِن لم تَنْتَهِ يَا لوط لتكونن من المخرجين} أَي: من الْقرْيَة.
وَقَوله تَعَالَى: {قَالَ إِنِّي لعملكم من القالين} أَي: من المبغضين، وَقَالَ بَعضهم:
(بقيت مَالِي وانحرفت عَن الْمَعَالِي ... وَلَقِيت أضيافي بِوَجْه قالي)
قَالَ الصاحب تَرْجَمَة لقَوْل الأشتر النَّخعِيّ: بقيت، وَقُرِئَ: وانحرفت عَن الْعلَا، وَلَقِيت أضيافي بِوَجْه عبوس أَي: لم أشن على أبي هِنْد غَارة لم تخل يَوْمًا من نهاب نفوس.
قَوْله تَعَالَى: (رب نجني وَأَهلي مِمَّا يعْملُونَ) أَي: من الْعَمَل الْخَبيث.
قَوْله تَعَالَى: {فنجيناه وَأَهله أَجْمَعِينَ إِلَّا عَجُوز فِي الغابرين فِيهِ قَولَانِ:

الصفحة 63