كتاب تفسير السمعاني (اسم الجزء: 4)
{وتقلبك فِي الساجدين (219) إِنَّه هُوَ السَّمِيع الْعَلِيم (220) هَل أنبئكم على من تنزل الشَّيَاطِين (221) تنزل على كل أفاك أثيم (222) يلقون السّمع وَأَكْثَرهم كاذبون (223) .
وَقَوله: {وتقلبك فِي الساجدين} [أَي:] إِذا صليت جمَاعَة، وَعَن ابْن عَبَّاس مَعْنَاهُ قَالَ: أخرجه من صلب نَبِي إِلَى صلب نَبِي إِلَى صلب نَبِي هَكَذَا إِلَى أَن جعله نَبيا، فَهَذَا معنى التقلب. والساجدون هم الْأَنْبِيَاء - صلوَات اللَّهُمَّ عَلَيْهِم - وَعَن مُجَاهِد قَالَ: معنى قَوْله: {وتقلبك فِي الساجدين} هُوَ تقلب الطّرف، وَقد كَانَ يرى من خَلفه مَا كَانَ يرى من قدامه.
وَقَوله: {إِنَّه هُوَ السَّمِيع الْعَلِيم} ظَاهر الْمَعْنى.
قَوْله تَعَالَى: {هَل أنبئكم على من تنزل الشَّيَاطِين} أَي: هَل أخْبركُم، وَهِي جَوَاب لقَولهم: إِن شَيْطَانا ينزل عَلَيْهِ.
وَقَوله: {تنزل على كل أفاك أثيم} أَي: تتنزل، والأفاك هُوَ الشَّديد الْكَذِب، والأثيم هُوَ الَّذِي يَأْتِي بِمَا يَأْثَم بِهِ ويقبح فعله.
قَوْله تَعَالَى: {يلقون السّمع} قَالَ أهل التَّفْسِير: المُرَاد مِنْهُ الكهنة، وَمعنى {يلقون السّمع} أَي: يَسْتَمِعُون إِلَى الشَّيَاطِين.
وَقَوله: {وَأَكْثَرهم كاذبون} أَي: كلهم، وروى عَن عَائِشَة - رَضِي الله عَنْهَا - أَنَّهَا قَالَت: قلت يَا رَسُول الله، إِن الْكُهَّان يخبرون بأَشْيَاء وَتَكون حَقًا؟ ! قَالَ: " تِلْكَ الْخَطفَة يَخْطفهَا الجنى، فيلقيها فِي سمع الكاهن، فيكذب مَعهَا مائَة كذب ".
وَقد ذكرنَا انهم يسْتَرقونَ من الْمَلَائِكَة، ويعلوا بَعضهم بَعْضًا ثمَّ يرْمونَ بِالشُّهُبِ.
الصفحة 71