كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 4)
كثيرين متزاحمين، والقراءتان في السبع. وقال الهروي: ومن قرأ "لبدًا" فهو جمع لابدٍ نحو راكعٍ وركعٍ؛ يقال: لبد في المكان: إذا أقام به، وهذه لم يقرأ بها في الفصيح، ولا تبعد عن الفصيح.
قوله تعالى:} أهلكت مالاً لبدًا {[البلد: 6] أي كثيرًا يلبد بعضه فوق بعضٍ. ولبد هو نسر لقمان بن عاد؛ كان له نسر يقال له لبد عاش ما بين عمر سبعة أنسر قال النابغة: [من البسيط]
1421 - أمست خلاًء وأضحى أهلها احتملوا ... أخنى عليها الذي أخنى على لبد
وكان سمي بذلك لكثرة عمره. وقيل: لأنه لبد فبقي لا يذهب ولا يموت. ولبدة الأسد: شعر رقبته لتراكب شعرها بين كتفيه. وفي المثل: هو أمنع من لبدة الأسد. وكل شيءٍ ألصقته إلصاقًا ناعمًا فقد لبدته.
ولبدت الثوب ألبده: إذا رقعته لتراكب الرقع. وفي الحديث أن عائشة "أخرجت إلى النبي كساًء ملبدًا" أي مرقعًا. واللبدة أضًا ما يرقع بها صدر القميص، والقبيلة: ما يرقع بها قبة. وفي حديث أبي بكر: "إنه كان يحلب فيقول: ألبد أم أرغي؟ فإن قالوا: إلبد، ألصق العلبة بالضرع وحلب فلا يكون للحليب رغوة. وإن قيل: باعده، رغا لشدة وقعه".
الصفحة 7
458