الصَّفْقُ بالأسْواقِ، وإنَّ إخْوَتي مِنَ الأنْصارِ [كانَ] (¬1) يشغَلُهُمْ عملُ أموالِهِمْ، وكنتُ امرءًا مِسْكينًا ألزَمُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على مِلْءِ بَطنِي، وقالَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم يومًا: لنْ يَبسُطَ أحدٌ منكُمْ ثَوْبهُ حتَّى أقضِيَ مَقالتِي هذهِ ثُمَّ يَجمعُهُ إلى صَدرِهِ فيَنسَى منْ مَقالتِي شيئًا أبدًا. فبسَطْت نَمِرَةً ليسَ عليَّ ثوبٌ غيرها، حتَّى قضَى النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم مَقالَتَهُ ثُمَّ جمعتُها إلى صَدرِي، فَوالذِي (¬2) بَعثَة بالحقِّ ما نسيتُ مِنْ مَقالتِهِ ذلكَ إلى يَومِي هذا" (¬3).
4612 - وقال جرير بن عبد اللَّه: "قالَ لي رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: ألا تُريحُني منْ ذِي الخَلَصَة؟ فقلتُ: بلى، وكنتُ لا أثبُتُ على الخيلِ، فذكرتُ ذلكَ للنبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم، فضربَ يدَهُ على صَدرِي حتَّى رأيتُ أثرَ يَدِهِ في صَدرِي وقال: اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ واجعلْهُ هادِيًا مَهْدِيًّا. قال: فما وقعت عنْ فرَسِي بعدُ، فانطلقَ في مِائةٍ وخَمسينَ فارِسًا من أحْمَسَ فحرَّقَها بالنارِ وكَسرَها" (¬4).
¬__________
(¬1) ساقطة من المخطوطة، وأثبتناها من المطبوعة وهي موجودة عند البخاري.
(¬2) كذا في المطبوعة وهو الموافق للفظ البخاري. والعبارة في المخطوطة (فواللَّه الذي).
(¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 213، كتاب العلم (3)، باب حفظ العلم (42)، الحديث (118)، وفي 5/ 28، كتاب الحرث والمزارعة (41)، باب ما جاء في الغرس (21)، الحديث (2350)، وفي 13/ 321، كتاب الاعتصام (96)، باب الحجة على من قال إن أحكام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كانت ظاهرة. . . (22)، الحديث (7354)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1939 - 1940، كتاب فضائل الصحابة (44)، باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي اللَّه عنه (35)، الحديث (159/ 2492) و (160/ 2492). والصفق: هو كناية عن التبايع، وكانوا يصفقون بالأيدي من المتبايعين بعضها على بعض (النووي، شرح صحيح مسلم 16/ 54). والنَمِرَة: شملة مخططة من مآزر العرب.
(¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 154، كتاب الجهاد (56)، باب حرق الدُّور والنخيل (154)، الحديث (3020)، وفي 8/ 70 - 71، كتاب المغازي (64)، باب غزوة ذي الخاصة (62)، الحديث (4355) و (4356) و (4357)، وأخرجه مسلم في =