كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 4)

4618 - وقال جابر رضي اللَّه عنه: "كانَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم إذا خطبَ اسْتَنَد إلى جِذْعِ نَخلةٍ منْ سَوارِي المسجِدِ، فلمَّا صُنِعَ لهُ المِنبَرُ فاستَوَى عليهِ، صاحَت النَّخلةُ التي كانَ يَخطُبُ عِندَها حتَّى كادَتْ أَنْ تَنشَقَّ، فنزَلَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم حتَّى أخذَهَا فضَمَّها إليهِ، فجَعَلَتْ تَئِنُّ أنِينَ الصبيِّ الذي يُسَكَّتُ حتَّى استقرَّتْ. قال: بَكَتْ على ما كانتْ تَسمَعُ مِنَ الذِّكْرِ" (¬1).

4619 - عن سَلَمَة بن الأَكْوَع رضي اللَّه عنه "أنَّ رجلًا أكلَ عندَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بشماله، فقال: كُلْ بيَمينِكَ، فقال: لا أستطيعُ، قال: لا استَطَعْتَ. ما منعَهُ إلّا الكِبْرُ، قال: فما رفعَها إلى فيهِ" (¬2).

4620 - عن أنس رضي اللَّه عنه "أنَّ أهلَ المدينةِ فَزِعوا مرّةً، فركِبَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم فرسًا لأبي طَلحَةً بَطيئًا وكانَ يَقْطِفُ، فلمَّا رجعَ
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 397، كتاب الجمعة (11)، باب الخطبة على المنبر (26)، الحديث (918)، وفي 4/ 319، كتاب البيوع (34)، باب النجّار (32)، الحديث (2095)، وفي 6/ 601 - 602، كتاب المناقب (61)، باب علامات النبوة في الإِسلام (25)، الحديث (3584) و (3585)، ولفظه: "أنَّ امرأة من الأنصار قالت لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: يا رسول اللَّه ألا أجعل لك شيئًا تقعد عليه؟ فإنَّ لي غلامًا نجَّارًا، قال: إن شئتِ. فعملتْ له المنبر، فلما كان يوم الجمعة قعد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على المنبر الذي صُنع، فصاحت النخلة. . . " إلى آخر الحديث. وأما اللفظ الذي ساقه المصنف من أول الحديث إلى قوله: "فاستوى عليه" فهو من رواية النسائي، المجتبى من السنن 3/ 102، كتاب الجمعة (14)، باب مقام الإِمام في الخطبة (17)، والسواري: جمع سارية بمعنى الأسطوانة.
(¬2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1599، كتاب الأشربة (36)، باب آداب الطعام والشراب (13)، الحديث (107/ 2021)، قال النووي في شرح صحيح مسلم 13/ 192: (هذا الرجل هو بُسْر بن راعي العَيْر الأشجعي، كذا ذكره ابن مندة وأبو نعيم الأصبهاني وابن ماكولا وآخرون، وهو صحابي مشهور، عدّه هؤلاء وغيرهم في الصحابة رضي اللَّه عنهم).

الصفحة 105