كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 4)

عليه وسلم صدرَهُ ودَعا، فثَعَّ ثَعَّةً وخرجَ منْ جَوْفِه مثلَ الجِرْوِ الأسودِ يَسعَى" (¬1).

4640 - عن أنس رضي اللَّه عنه قال: "جاءَ جِبريلُ إلى النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم وهو جالِسٌ حَزينٌ؛ قدْ تَخضَّبَ بالدَّمِ مِنْ فِعْلِ أهلِ مكّةَ، قال: يا رسول اللَّه هلْ تُحبُّ أنْ نُريَكَ آية؟ قال: نعمْ. فنَظَرَ إلى شَجرةٍ منْ ورائِهِ فقال: ادعُ بها، فدَعا بها، فجاءتْ فقامَتْ بينَ يَدَيْهِ، فقال: مُرْها فلترجِعْ، فأمرَها فرجعَتْ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: حَسْبي حَسْبِي" (¬2).

4641 - وقال ابن عمر رضي اللَّه عنه: "كُنَّا معَ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في سفرٍ، فأقبَلَ أعرابيٌّ، فلمَّا دَنا قالَ لهُ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: تشهدُ أنْ لا إله إلَّا اللَّه وحدَهُ لا شَريكَ لهُ وأنَّ محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ. قال: ومَنْ يشهدُ على ما تقولُ؟ قال: هذِهِ السَّلَمَةُ. فَدَعَاهَا (¬3) رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهوَ بشاطِئِ الوادِي، فأقبَلَتْ تَخُدُّ الأرضَ حتَّى قامَتْ بينَ يَدَيْهِ (¬4)، فاستَشْهَدَها ثلاثًا، فشهِدَتْ ثلاثًا أنه كما قالَ، ثمَّ رجعَتْ (¬5) إلى مَنْبِتِها" (¬6).
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 254، 268، والدارمي في السنن 1/ 11 - 12، المقدمة، باب ما أكرم اللَّه به نبيه من إيمان الشجر به والبهائم والجن، قوله: "ثعَّ ثعَّة" أي قاء قيئة واحدة. والجِرْو: هو ولد الكلب.
(¬2) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 12، المقدمة، باب ما أكرم اللَّه به نبيه من إيمان الشجر به والبهائم والجن. والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 154، جماع أبواب المبعث، باب مبتدأ البعث والتنزيل وما ظهر عند ذلك من تسليم الحجر والشجر. . .
(¬3) تصحفت في المطبوعة إلى (فدعا بها) والتصويب من المخطوطة، وسنن الدارمي، وموارد الظمآن.
(¬4) كذا في المطبوعة وسنن الدارمي وموارد الظمآن والعبارة في المخطوطة: (بين يدي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-).
(¬5) تصحفت في المخطوطة إلى: (رجع).
(¬6) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 9 - 10، المقدمة، باب ما أكرم اللَّه به نبيه من إيمان الشجر به والبهائم والجن. وابن حبان في "صحيحه" أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (519 - 520)، كتاب علامات نبوة نبيّنا -صلى اللَّه عليه وسلم- (35)، باب شهادة الشجر وانقيادها له (9)، =

الصفحة 119