كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 4)

فلا يَرجِعُ حتَّى تُحدِّثَهُ نَعْلاهُ وسَوْطُه بما أحدَثَ أهلُهُ بعدَهُ" (¬1).

4644 - عن أبي العَلاء (¬2) عن سَمُرة بن جُنْدَب رضي اللَّه عنه أنّه قال: "كُنَّا معَ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم نَتَداوَلُ منْ قَصعَةٍ منْ غُدْوَةٍ حتَّى الليل، تقومُ عَشَرةٌ وتَقْعُدُ عَشَرةٌ. قُلنا: فَمَا (¬3) كانتْ تُمَدُّ؟! قال: منْ أيِّ شيءٍ تَعْجَبُ، ما كانتْ تُمَدُّ إلَّا منْ ها هنا وأشارَ بيدِهِ إلى السماءِ" (¬4).

4645 - عن عبد اللَّه بن عَمْرو رضي اللَّه عنه "أنَّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم خرجَ يومَ بَدْرٍ في ثَلاثِمائةٍ وخمسةَ عَشَرَ، فقال: اللَّهُمَّ إنَّهُمْ حُفاةٌ فاحْمِلْهُمْ، اللَّهُمَّ إنَّهُمْ عُراةٌ فاكْسُهُمْ، اللَّهُمَّ إنَّهُمْ جِياعٌ فأَشْبِعْهُمْ. ففَتحَ اللَّه لهُ، فانقَلَبوا وما منهُمْ رجلٌ إلَّا وقدْ رجعَ بجَمَلٍ أو جَمَلَيْنِ، واكْتَسُوا وشَبِعوا" (¬5).
¬__________
(¬1) أخرجه معمر بن راشد في كتاب الجامع (المطبوع بآخر المصنَّف لعبد الرزاق) 11/ 383، باب أشراط الساعة، الحديث (20808)، ومن طريق عبد الرزاق عن معمر أخرجه أحمد في المسند 6/ 302، والبغوي في شرح السنة 15/ 87، كتاب الفتن، باب كلام السباع، الحديث (4282)، قوله: "فأقعى" أي جلس مقعيًا بأن قعد على وركيه ونصب يديه، والحَرَّتين: تثنية حرّة وهي أرض ذات حجارة سود بين جبلين من جبال المدينة. وأمارات: أي علامات.
(¬2) هو يزيد بن عبد اللَّه بن الشِّخّير العامري، أبو العلاء البصري، ثقة، من الثانية، مات سنة إحدى عشرة ومائة أو قبلها، وكان مولده في خلافة عمر رضي اللَّه عنه، وروى له الستة (الحافظ ابن حجر، تقريب التهذيب 2/ 367، الترجمة (280)).
(¬3) كذا في المخطوطة، وهو الموافق للفظ الترمذي، واللفظ في المطبوعة: (فمِمَّا)، وعند الدارمي: (أما)، وعند ابن حبان: (أكانت).
(¬4) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 30، المقدمة، باب ما أكرم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بنزول الطعام من السماء. والترمذي في السنن 5/ 593، كتاب المناقب (50)، باب في آيات إثبات نبوة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (5)، الحديث (3625)، وقال: (حسن صحيح)، وصححه ابن حبّان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن، ص (527)، كتاب علامات نبوة نبيّنا -صلى اللَّه عليه وسلم- (35)، باب بركته في الطعام (18)، الحديث (2149)، والحاكم في المستدرك 2/ 618، كتاب التاريخ، باب كثرة الطعام في قصعته -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وأقرّه الذهبي. وقوله: "نتداول" معناه نتناوب أخذ الطعام وأكله. والقصعة: هي الصحفة الكبيرة، وغدوة: أي أوَّل النهار.
(¬5) أخرجه أبو داود في السنن 3/ 180 - 181، كتاب الجهاد (9)، باب في نفل السرية تخرج من العسكر (157)، الحديث (2747)، والحاكم في المستدرك 2/ 145، كتاب قسم الفيء، باب إنَّ الجنّة لا تحلّ لعاص، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ولم يورده الذهبي في التلخيص. =

الصفحة 121