كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 4)

قطَّعَتْ ما في بطُونِهِمْ، فيقولون: ادْعُوا خَزَنَة جهنَّمَ، فيقولون: {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} (¬1) قال: فيقولون: ادْعُوا مالِكًا، فيقولون: {يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} قال: فيُجِيبُهم {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} (¬2) " قال الأعمش: نُبِّئْتُ (¬3) أنَّ بينَ دُعَائهِمْ وإجابةِ مالِكٍ إيّاهُمْ ألفَ عام. قال: "فيقولون: ادْعُوا ربَّكُمْ فلا أحدَ خيرٌ منْ ربِّكُمْ، فيقولون: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وكُنَّا قَوْمًا ضَالينَ (50) رَبَّنَا أخْرِجْنَا مِنْها فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَا ظَالِمُون} (¬4) قال: فيُجيبُهُمْ {اخْسَؤوا فِيهَا ولا تُكَلِّمُون} (¬5) قال: فعندَ ذلكَ يَئِسوا منْ كُلِّ خيرٍ، وعندَ ذلكَ يأخُذونَ في الزَّفيرِ والحَسْرةِ والوَيْلِ" (¬6) ويُروى هذا موقوفًا على أبي الدرداء.

4415 - عن النُّعمان بن بشير أنّه قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: "أنَّذَرتُكُم النَّارَ، أنذَرتُكُم النَّارَ، أنذَرتُكُمْ [النّارَ] (¬7) ما زالَ يقولُها حتَّى لوْ كانَ في مَقامِي هذا سمِعَهُ أهلُ السُّوقِ، وحتّى سقطتْ خمِيصةٌ كانتْ عليهِ عندَ رِجلَيهِ" (¬8).
¬__________
(¬1) سورة غافر (40)، الآية (50)، وأولها: {قَالُوا أَوَ لَمْ تَك. . .}.
(¬2) سورة الزخرف (43)، الآية (77).
(¬3) تصحفت في المخطوطة والمطبوعة إلى: (ثبت) والتصويب من سنن الترمذي.
(¬4) سورة المؤمنون (23)، الآيتان (106، 107).
(¬5) سورة المؤمنون (23)، الآية (108).
(¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 13/ 155، كتاب ذكر النار، باب ما ذكر فيما أعد لأهل النار، الحديث (15976)، والترمذي في السنن 4/ 707، كتاب صفة جهنم (40)، باب ما جاء في صفة طعام أهل النار (5)، الحديث (2586)، وقال: (قال عبد اللَّه بن عبد الرحمن -شيخ الترمذي-: والناس لا يرفعون هذا الحديث)، والغُصَص جمع الغصة وهي ما اعترض في الحلق.
(¬7) ساقطة من المخطوطة، والصواب إثباتها كما في المطبوعة وسنن الدارمي.
(¬8) أخرجه أحمد في المسند 4/ 268، 272، والدارمي في السنن 2/ 330، كتاب الرقاق، باب في تحذير النار. والخميصة: نوع ثوب.

الصفحة 13