كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 4)

نبيٍّ يومئذٍ آدمُ فمن سِواهُ إلَّا تحت لِوائِي، وأنا أوَّلُ مَنْ تَنشقُّ عنهُ الأرضُ ولا فَخْر" (¬1)،

4482 - عن ابن عباس رضي اللَّه عنه قال. "جلسَ ناسٌ منْ أصْحابِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فخرجَ فسمِعَهُمْ يَتذاكَرونَ، قال بعضُهُمْ: إنَّ اللَّه اتّخذَ إبراهيمَ خَليلًا، وقالَ آخرُ: موسُى كلَّمهُ [اللَّه] (¬2) تكليمًا، وقالَ آخرُ: فعيسَى كلمةُ اللَّه وروحُهُ، وقالَ آخرُ: آدمُ اصطفاهُ اللَّه. فخرجَ عليهم [النَّبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم] (2) فسلم وقال: قدْ سمِعتُ كَلامَكُمْ وعَجَبَكُمْ أنَّ إبراهيمَ خليلُ اللَّه وهوَ كذلكَ، وموسَى نَجِيُّ اللَّه وهوَ كذلكَ، وعيسَى روحُهُ وكلمتُهُ وهوَ كذلكَ، وآدمُ اصطفاهُ اللَّه وهوَ كذلكَ، ألا وأنا حَبيبُ اللَّه ولا فَخْرَ، وأنا حامِلُ لِواءِ الحمدِ يومَ القِيامةِ، تحتهُ آدمُ فمَنْ دونُه ولا فَخْرَ، وأنا أوَّلُ شافِعٍ وأوَّلُ مُشفَّعٍ يومَ القِيامةِ ولا فَخْرَ، وأنا أوَّلُ مَنْ يُحرِّكُ حِلَقَ الجنَّةِ فيَفتحُ اللَّه ليَ فيُدْخِلْنيها ومعِي فقراءُ المؤمنينَ ولا فَخْرَ، وأنا أكْرَمُ الأوَّلينَ والآخِرينَ على اللَّه ولا فَخْر" (¬3).

4483 - عن عمرو بن قَيْس أنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "نحنُ الآخِرونَ ونحنُ السابِقونَ يومَ القِيامةِ، وإنِّي قائلٌ قولًا غيرَ فَخْرٍ: إبراهيمُ خليلُ اللَّه، وموسَى صَفِيُّ اللَّه وأنا حبيبُ اللَّه، ومعِي لِواءُ الحمدِ يومَ القِيامةِ، وإنَّ اللَّه [عَزَّ وجَلَّ] (¬4) وعَدَنِي في أُمَّتِي وأجارَهُمْ منْ ثلاثٍ: لا يَعمُّهُمْ بسَنةٍ
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 2، والترمذي في السنن 5/ 308، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة بني إسرائيل (18)، الحديث (3148)، وفي 5/ 587، كتاب المناقب (50)، باب في فضل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (1)، الحديث (3615)، واللفظ له، وقال: (حسن صحيح). وأخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1440، كتاب الزهد (37)، باب ذكر الشفاعة (37)، الحديث (4308)، وزاد: "وأنا أوَّل شافعٍ وأوّل مشفّعٍ ولا فخر".
(¬2) ليست في مخطوطة برلين، ولا عند الترمذي، وهي من المطبوعة.
(¬3) أخرجه الدارمي في السنن 1/ 26، المقدمة، باب ما أعطي النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من الفضل. والترمذي في السنن 5/ 587 - 588، كتاب المناقب (50)، باب في فضل النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (1)، الحديث (3616)، وقال: (هذا حديث غريب). وحِلَقُ الجنّة: أبوابها.
(¬4) ساقطة من المطبوعة.

الصفحة 39