كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 4)

وأخْلِقي، ثمَّ أبْلِي وأخْلِقي، ثمَّ أبْلِي وأخْلِقي. وكانَ فيها عَلَمٌ أخضرُ أو أصفرُ، فقال: يا أُمَّ خالدٍ هذا سَناه. وهيَ بالحبَشِيّةِ حَسنٌ. قالت: فذهبتُ ألعبُ بخاتمِ النبوّةِ، فزَبَرَني أبي، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: دَعْها" (¬1).

4501 - عن أنس رضي اللَّه عنه أنَّه قال: "كانَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ليسَ بالطويلِ البائِنِ ولا بالقصيرِ، وليسَ بالأبيضِ الأمْهَقِ ولا بالآدَمِ، وليسَ بالجَعْدِ القَطَطِ ولا بالسَّبطِ، بعثَهُ اللَّه على رأسِ أربعينَ سنةً، فأقامَ بمكّةَ عشرَ سِنينَ وبالمدينةِ عشرَ سِنينَ، وتَوفّاهُ اللَّه على رأسِ سِتّينَ سنةً، وليسَ في رأسهِ ولحْيَتهِ عِشرُونَ شَعرةً بيضاءَ" (¬2).

4502 - وفي رواية عن أنس رضي اللَّه عنه يصِفُ النبيَّ صلى اللَّه
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 183، كتاب الجهاد (56)، باب من تكلّم بالفارسية (188)، الحديث (3071)، وفي 10/ 279، كتاب اللباس (77)، باب الخميصة السوداء (22)، الحديث (5823)، وفي 10/ 425، كتاب الأدب (78)، باب من ترك صبية غيره حتَّى تلعب به (17)، الحديث (5993)، والخميصة السوداء: كساءٌ أسود مربّع له علمان. وقوله: "أبلي وأخلقي" العرب تطلق ذلك وتريد الدعاء بطول البقاء للمخاطب بذلك، أي: أنها تطول حياتها حتَّى يبلى الثوب ويخلق. وقولها: "فزبرني أبي" أي نهرني، والزبر هو الزجر والمنع (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 10/ 280، 425).
(¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 564، كتاب المناقب (61)، باب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (23)، الحديث (3548)، وفي 10/ 356، كتاب اللباس (77)، باب الجَعد (68)، الحديث (5900)، ومسلم في الصحيح 4/ 1824، كتاب الفضائل (43)، باب في صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ومبعثه وسنّه (31)، الحديث (113/ 2347). الطويل البائن: أي زائد الطول. والأبيض الأمهق: هو شديد البياض كلون الجص وهو كريه المنظر وربما توهمه الناظر أبرص. والآدمُ: الأسمر (النووي، شرح صحيح مسلم 15/ 100). وقوله "وليس بالجعد القطط ولا بالسبط" أي أنَّ شعره بين الجعودة والسبوطة، وأنّ الشعر الجعد هو الذي يتجعد كشعور السودان، وأنّ السبط هو الذي يسترسل فلا يتكسّر منه شيء كشعور الهنود، والقطط: البالغ في الجعودة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 10/ 357).

الصفحة 45