كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 4)

4506 - وفي رواية عنه قال: "ما رأيتُ منْ ذِي لِمَّةٍ أحسنَ في حُلَّةٍ حمراءَ منْ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، شعرُهُ يَضرِبُ مَنْكِبَيْهِ، بعيدَ ما بين المِنْكَبَيْنِ، ليسَ بالطويلِ ولا بالقصيرِ" (¬1).

4507 - عن سِمَاك بن حَرْب، عن جابر بن سَمُرَة رضي اللَّه عنه قال: "كانَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ضَليعَ الفمِ، أشْكَلَ العَيْنِ، مَنْهوشَ (¬2) العَقِبَيْنِ" قيلَ لسِماكٍ ما ضَليعُ الفم؟ قال: عظيمُ الفمِ (¬3)، قيل: ما مَنْهوشُ العَقِبَيْنِ؟ قال: قليل لَحْمِ العَقِبَيْنِ، قيل: ما أشْكَلُ العَيْن؟ قال: طويلُ شَقِّ العَيْنِ (¬4) (¬5).

4508 - عن أبي الطُّفَيْل أنَّه قال: "رأيتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانَ أبيضَ مَليحًا مُقَصَّدًا" (¬6).
¬__________
(¬1) أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (92/ 2337). واللِّمة من شعر الرأس دون الجُمّة سميت بذلك لأنها ألمّتْ بالمنكبين، فإذا زادت فهي الجُمّة، (ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث 4/ 273).
(¬2) كذا في المطبوعة، ولفظ مسلم: "منهوس" بالسين. قال النووي في شرح صحيح مسلم 15/ 93: (منهوس بالسين المهملة، هكذا ضبطه الجمهور، وقال صاحب التحرير وابن الأثير روي بالمهملة والمعجمة وهما متقاربان، ومعناه قليل لحم العقب كما قال).
(¬3) قوله في ضليع الفم فكذا قاله الأكثرون وهو الأظهر، قالوا: والعرب تمدح بذلك وتذم صغر الفم، وهو معنى قول ثعلب في ضليع الفم: واسع الفم، وقال شمر: عظيم الأسنان (النووي، شرح صحيح مسلم 15/ 93).
(¬4) قوله في أشكل العين، قال القاضي: هذا وهم من سماك باتفاق العلماء وغلط ظاهر، وصوابه ما اتفق عليه العلماء ونقله أبو عبيد وجمع أصحاب الغريب: إن الشكلة حمرة في بياض العينين وهو محمود، والشهلة حمرة في سواد العين (النووي، شرح صحيح مسلم 15/ 93).
(¬5) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1820، كتاب الفضائل (43)، باب في صفة فم النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وعينيه وعقبيه (27)، الحديث (97/ 2339).
(¬6) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1820، كتاب الفضائل (43)، باب كان النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أبيض مليح الوجه (28)، الحديث (99/ 2340). وقوله "مقصَّدًا" هو الذي ليس بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير (النووي، شرح صحيح مسلم 15/ 94).

الصفحة 47