كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 4)

لكيْ يُلقي نفسَهُ منهُ تبَدَّى لهُ جِبريلُ فقال: يا محمّدُ إنَّكَ رسولُ (¬1) اللَّه حقًّا. فيَسكُنُ لذلكَ جأشُهُ وتقِرُّ نفسُهُ" (¬2).

4557 - عن جابر رضي اللَّه عنه، إنّه سمعَ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يُحدِّثُ عن فَترةِ الوَحْي قال: "فبَيْنا أنا أمشِي إذْ سمعتُ صوتًا مِنَ السَّماءِ، فرفعتُ بَصَري، فإذا المَلَكُ الذي جاءَنِي بحِراءٍ قاعِدٌ على كُرسيٍّ بينَ السَّماءِ والأرضِ، فَجَئِثْتُ منهُ رُعْبًا، حتَّى هَويتُ إلى الأرضِ، فجئْت أهلي فقلتُ: زمِّلوني زمِّلوني، فزمَّلوني، فأنزلَ اللَّه {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ -إلى قوله- فَاهْجُرْ} (¬3).ثمَّ حَميَ الوَحيُ وتتابَعَ" (¬4).

4558 - عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أنَّ الحارِثَ بنَ هِشامٍ رضي اللَّه عنه سألَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللَّه كيفَ يأتِيكَ الوَحْيُ؟ فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أحْيانًا يأْتِيني مِثْلَ صَلْصَلَةِ
¬__________
= الزهري وليس موصولًا) أي من قوله: "حتَّى حزن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . " إلى آخره. وهذه الزيادة أخرجها البخاري في رواية له دون مسلم.
(¬1) كذا في المطبوعة وعند البخاري، واللفظ في المخطوطة: "لَرَسُولُ".
(¬2) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 22، كتاب بدء الوحي (1)، باب (3)، الحديث (3)، وفي 8/ 715، كتاب التفسير (65)، سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (96)، باب (1)، الحديث (4953)، وفي 12/ 351 - 352، كتاب التعبير (91)، باب أول ما بُدئ به رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصالحة (91)، الحديث (6982)، وأخرجه مسلم إلى قوله: ". . . نصرًا مؤزرًا" في الصحيح 1/ 139 - 142، كتاب الإِيمان (1)، باب بدء الوحي إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (73)، الحديث (252/ 160).
(¬3) سورة المدَّثِّر (74)، الآيات (1 - 5).
(¬4) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 27، كتاب بدء الوحي (1)، باب (3)، الحديث (4)، وفي 8/ 678 - 679، كتاب التفسير (65)، سورة المدَّثِّر (74)، باب {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (4)، الحديث (4925)، وباب {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} (5)، الحديث (4926)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 143، كتاب الإِيمان (1)، باب بدء الوحي إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (73)، الحديث (255/ 161)، وقوله: "فَجئِثْت" أي فزعت ورعبت (النووي، شرح صحيح مسلم 2/ 207) وزمِّلوني أي غطوني بثوبي.

الصفحة 66