كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 4)

4562 - عن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت: "يا رسولَ اللَّه هلْ أتَى عليكَ يومٌ كانَ أشدَّ منْ يومِ أُحُدٍ؟ قال: لقدْ لَقيت منْ قومِكِ، وكانَ أشدُّ ما لَقيتُ منهُمْ يومَ العقبةِ، إذْ عَرَضْتُ نفسِي على ابنِ عبدِ يالِيلَ بنِ عبد كُلالٍ فلمْ يُجِبْني إلى ما أردْتُ، فانطلقتُ وأنا مَهمومٌ على وجْهِي، فلمْ أستَفِقْ إلَّا بقَرْنِ الثَّعالِبِ، فرفعتُ رأْسِي فإذا أنا بسَحابَةٍ قدْ أظلَّتْنِي، فنظَرْتُ فإذا فيها جِبريلُ فنادانِي فقال: إنَّ اللَّه قدْ سَمِعَ قولَ قومِكَ وما ردُّوا عليكَ، وقدْ بعثَ إليكَ مَلَكَ الجِبالِ لتأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهِمْ، قال: فنادانِي مَلَكُ الجِبالِ وسلَّمَ عليَّ ثمَّ قالَ: يا محمّدُ إنَّ اللَّه قدْ سَمِعَ قولَ قومِكَ، وأنا مَلَكُ الجِبالِ وقدْ بَعَثنِي ربُّكَ إليكَ لِتأْمُرَني بأمْرِكَ، إنْ شِئْتَ أنْ أطْبِقَ عليهِمُ الأخشَبَيْنِ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: بلْ أرجُو أنْ يُخرِجَ اللَّه منْ أصلابِهِمْ مَنْ يعبُدُ اللَّه وحدَهُ لا يُشرِكُ بهِ شيئًا" (¬1).

4563 - عن أنس رضي اللَّه عنه: "أنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه
¬__________
= المصلّي قذر. . . (69)، الحديث (240)، وفي 1/ 594، كتاب الصلاة (8)، باب المرأة تطرح عن المصلّي شيئًا من الأذى (109)، الحديث (520)، وأخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1418، كتاب الجهاد والسير (32)، باب ما لقي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من أذى المشركين والمنافقين (39)، الحديث (107/ 1794)، والجَزُور من الإبل ما يجزر أي يقطع، والسلَى مقصور بفتح المهملة: هي الجلدة التي يكون فيها الولد، يقال لها ذلك من البهائم، وأمّا من الآدميات فالمشيمة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 1/ 350)، والفَرْث: السرجين ما دام في الكرش والجمع فُروث (الرازي، مختار الصحاح، ص (495) مادة ف ر ث) والقليب: البئر قبل أن تطوى.
(¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 312 - 313، كتاب بدء الخلق (59)، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء. . . (7)، الحديث (3231)، ومسلم في الصحيح 3/ 1420، كتاب الجهاد والسير (32)، باب ما لقي النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من أذى المشركين والمنافقين (39)، الحديث (111/ 1795)، وقرن الثعالب: هو ميقات أهل نجد، ويقال له قرن المنازل أيضًا، وقرن كل جبل صغير منقطع من جبل كبير. والأخشبين: هما جبلا مكة (الحافظ ابن حجر، فتح الباري 6/ 315 - 316).

الصفحة 69