كتاب مصابيح السنة (اسم الجزء: 4)

عليه وسلم: "ففَرَض اللَّه على أُمَّتي خَمسينَ صلاةً، فرجَعْتُ حتَّى مَرَرْتُ على مُوسَى، فراجَعَني، فوَضَعَ شَطْرَها. وقالَ في الآخر: فراجَعْتُهُ فقال: هِيَ خَمسٌ وهي خمسونَ، ما يُبَدَّلُ القولُ لَدَيَّ فرجَعْتُ إلى مُوسَى فقال: راجِعْ ربَّكَ، فقلتُ: اسْتَحْيَيْتُ منْ ربِّي. ثمَّ انطلق (¬1) بي حتَّى انتهى بي إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، وغَشِيَها ألْوانٌ لا أدْرِي ما هِيَ، ثمَّ أُدْخِلْتُ الجنَّةَ فإذا فيها جنابذُ (¬2) اللؤُلؤِ، وإذا تُرابُها المِسْكُ" (¬3).

4580 - عن عبد اللَّه قال: "لمَّا أُسرِيَ برسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم انتُهِيَ بهِ إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، وهيَ في السَّماءِ السّادِسَة (¬4) إليها يَنتهِي ما يُعْرَجُ به مِنَ الأرضِ فيُقبَضُ منها، وإليها يَنتهي ما يُهْبَطُ بهِ مِنْ فوقها فيُقْبَضُ
¬__________
(¬1) حصل خطأ في ترتيب صفحات مخطوطة برلين ابتداء من هذا الموضع، وقع به مُرَقِّمُ الصفحات بالأرقام الأجنبية، وقد أخذت هذه الصفحة الرقم (286/ ب).
(¬2) الجَنابِذ: هي القباب واحدتها جنبذة. ووقع في كتاب الأنبياء من صحيح البخاري كذلك -أي جنابذ-، ووقع في أول كتاب الصلاة منه "حبائل" قال الخطابي وغيره: هو تصحيف، واللَّه أعلم (النووي، شرح صحيح مسلم 2/ 222 - 223).
(¬3) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 458 - 459، كتاب الصلاة (8)، باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء (1)، الحديث (349)، وفي 6/ 374، كتاب الأنبياء (60)، باب ذكر إدريس عليه السلام (5)، الحديث (3342)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 148 - 149، كتاب الإيمان (1)، باب الإسراء برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى السماوات وفرض الصلوات (74)، الحديث (263/ 163).
(¬4) تحرفت في المطبوعة إلى "السابعة" والتصويب من المخطوطة، وشرح السنة 13/ 349، ولفظ مسلم ". . . وهي في السماء السادسة. . . " قال النووي في شرح صحيح مسلم 3/ 2: (كذا هو في جميع الأصول "السادسة" وقد تقدَّم في الروايات الأخر من حديث أنس أنها فوق السماء السابعة، قال القاضي: كونها في السابعة هو الأصح وقول الأكثرين وهو الذي يقتضيه المعنى وتسميتها بالمنتهى. قلت: ويمكن أن يجمع بينهما فيكون أصلها في السادسة ومعظمها في السابعة، فقد علم أنها في نهاية من العظم، وقد قال الخليل رحمه اللَّه: هي سدرة في السماء السابعة قد أظلّت السماوات والجنة، وقد تقدَّم ما حكيناه عن القاضي عياض رحمه اللَّه في قوله: إن مقتضى خروج النهرين الظاهرين النيل والفرات من أصل سدرة المنتهى أن يكون أصلها في الأرض، فإن سلم له هذا أمكن حمله على ما ذكرناه واللَّه أعلم).

الصفحة 82